غار مني الإنسان والقمر وأحمر خد الشمس خجلاً فأنا أذوب من حبٍ ساكنٍ في قلبي ولا يفارقني منذ صغري فقلبي متيم متبول تناجي أمنياته عقلي وروحي فحبيبتي من تكون؟ يا ترى حبيبتي هي لحظة وليست ككل اللحظات، حبيبتي اللحظة التي أأنس فيها مع الخالق عز وجل وأناجيه في صلواتي وأذكاري ودعائي وجميع عباداتي وأتطلع إلى رؤية وجهه الكريم فأكتسب الأمل والسلوان والرضا. حبيبتني اللحظة التي أعيشها مع أقربائي وأصدقائي مَنْ أحبُّوني وأحببتهم وقضيت معهم أجمل اللجات فأحس بوجودي وكياني وانتمائي هي اللحظة أعيشها على تراب بلدي السعودية سماؤها شمسها قمرها نجومها جبالها ناسها فشرفني الله لها منسباً وطابت مسكناً حبيبتي اللحظة التي أمارس فيها هواياتي المتنوعة وأملأ قلبي أنساً وبهجة دفنت معها كل أحزاني وأتراحي وأوجاعي حبيبتي اللحظة أعيشها في الطبيعة الفاتنة الخضراء بمشاهدها الرائعة ونسيمها العليل فأنت أيتها اللحظة في أحضان الطبيعة إنما أنت عطر الثواني الدافئة عيونك الجميلة تعبر بوضوح عن الجمال بوردك العطري وربيعك الزاهر المعشب على كثبان الرمال الذهبية أو على شط نهر أو بحيرة أو غدير وبين الحشائش أرددها أهازيج شوق ومحبة لجمالك الفتان أيتها اللحظة في هذا المكان الباهر بالجمال الرباني وعندما كبرت ودخلت معترك الحياة زاد انبهاري باللحظة الجميلة وبدأت أعجب من أناس ضاع كل شيء جميل لديهم فهذا بخيل بمشاعره وهجر كل أسباب الرفاهية والتسلية وجمال اللحظة وضحى بكل متع مباحة وأضاع عمره في ندم أليم قال تعالى: (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يجب المفسدين) (القصص: 77)، أما أنا فبقي في جعبتي الكثير والكثير فكنت لا أتأخر عندما تشتهي نفسي شيئاً يعجبني من المباحات وما زال يفيض علي الإله بأنعمه فتغمرني السعادة وابتهج لكل لحظة جميلة تلوح في أفقي ودائماً احتفل وأجعلها ذكرى عطرة لا تبرح مخيلتي ومستقبلاً واعداً آتٍ أعيشها لحظات تحمل في طياتها الكثير من المعاني الإنسانية المتدفقة بالحب والحيوية والانتشاء وعشت أحلم بدفء اللحظة الجميلة أيتها اللحظة الجميلة يا مُنى قلبي يا حلوتي غمرتيني بفيض من السعادة والأمل والفال الحسن وأمسى لعمري معنى وزغرد الفرح داخلي وصفق قلبي وعانق جمال اللحظة قلبي كما عانقت الشمس النهار وهمست في أذن اللحظة يا لحظة عشتك لحناً جميلاً وحلماً جميلاً استقبلت فرحك بالرضا وشقائك بالصبر وصافتني اللحظة وصافيتها أعطتني وأعطيتها نسيت أو تناسيت كل لحظة قاسية في المقابل أو مصيبة أو نكد زوجة أو أولاد أو رئيسي في العمل أو أخ أو صديق أو شريك أو رفيق. حبيبتي اللحظة سلمت أنت كمزمار ملأ الكون ألحاناً رائعة رقصت معه الأغصان وزغرد العصفور تغزلت بك أيتها اللحظة ولكنه غزل عفيف طاهر يطلعنا على النواحي الجمالية في هذه الدنيا الدنية فحبي للحظة مفعم باللوعة والعشق والوله والحنين واللهف والشوق والهيام والحنان مليئ بالسعادة والهناء فارحمي وهج شوقي والتياعي أيتها اللحظة اكسبيني الجمال فقلبي يكاد ينفطر لو تركتيني أصارع الشقاء والألم وحدي فطالما عشت أحلم بدفئك وعندما يجف بحرك الواسع فسأشهق وستجف عيناي ثم أخر مغشياً علي.