هذه الغيمة الساكنة .. هذا البعد مابين القلب .. وبين الكف .. المولعة بهذا الشوق مابين الجوانح .. والأحداق هذه الغيمة التي تأتي فجأة لتنشر الفئ وتحشد التفاؤل في القلوب بأن المطر قادم .. وأن الرواء هو اللحظة التي ننتظر .. هذه الغيمة .. كيف تأتي .. وكيف تجئ .. وكيف تدخل .. لقد تزاحمت مع بعض لحظة أن هممت بلقاء هذه «الغيمة» .. ربما لاني أزدحم حباً لها وولعاً بجوها الرائع .. المضخخ بالهيل والقرنفل: *قلت: من أين تأتين؟ كيف يكون حضوركِ المدهش؟! ** قالت : أفسر ماذا .. والهوى لايُفسر!! *قلت: لكنك تحملين قرار الرواء لكل الأرض ؟! ** قالت : متعة الأشياء الجميلة أنها تأتي بلا موعد .. وتفعل دون أن تقرر .. هل يمكن ان أعلن على الجفاف حضوري حتى يحتفل !! * قلت : أشياء كثيرة تنسى عندما يبدأ حضورك .. كأنك البهاء الذي يحبه كل الناس .. ** قالت: ربما . لكني لا احمل البهاء وحسب .. إني أحمل الحنين هذا الذي يدمي الناس بالذكريات الراحلة.. وبالاماني القادمة. *قلت : هل يحتاج الانسان الى لحظة جميلة ليفكر في اشيائه الجميلة ؟! ** قالت: بكل تأكيد في لحظة الحريق لا تملك إلا حزنك.. وفي لحظة التوحد .. لا تقدر إلا على فرحك .. ومابين الشعور بالحزن .. والاحساس بالفرح شطر واحد من قصيدة الزمن الذي نعيش !! * قلت : إنكِ تغسلين بهذا الحضور الترف النفسي.. تجعليه أكثر إبتهاجاً .. واحساساً بالرضا .. ** قالت: ربما .. أنا لا أقدر أن احدد مكان حضوري في نفوس الناس لكني سعيدة بهذا الشعور السعيد. * قلت : وأنت تعلنين عن قرب هطول المطر .. هل تشعرين بفرح الناس؟! ** قالت : عندما يهمي المطر .. كل شيء يصبح أحلى .. وأبهى .. كل الأرض تخضّر.. ويصبح الموال مشبعاً بالنماء .. وطبيعي أن يفرح الناس .. كل الناس يحبون السخاء .. مطراً .. وجمالاً .. وحناناً !! * قلت : وهل يتصاعد هذا الجمال ليكون منكِ.. واليكِ؟! ** قالت: أروع مافي الجمال أن ينشر الدفء في كل الدنيا يتواصل حتى يدخل مسامات البشر جميعهم .. ونرى الحياة حافلة بالحب !! مخضرّة بالأشواق .. قادرة على منح الناس مايريدون من الأحلام والأماني.. * قلت: وهذا اللقاء الحميمي هل يكبر.. هل يصبح هامة وفناراً ؟! ** قالت: نعم يصبح صارية ونجمة عالية تحرس البهاء !! *قلت: وماذا .. أيضاً ؟! ** قالت: عندما يتوحد الجمال مع نبض الناس .. ومع أحلامهم .. وهتافهم .. ولوعة الوجد .. وحرقة الجوى ارتقي أنا .. أصبح سخية جداً فأمطر حباً .. وحنانا .. وأغسل وجه الأماني .. بالصبر حتى تواصل ركضها أبداً.. *قلت: لكنكِ أيتها الغيمة ترحلين فجأة ويشتد الحرمان ؟! ** قالت: هي كذلك الأشياء الجميلة دائما .. ما تغيب إلا لتعود .. أبهى .. وأجمل.. وكذلك أفعل أنا أحياناً لأعود أكثر عطاء وسخاء !! غشقة عيونكِ الميناء الذي ترسو عليه قوافل المتعبين.. والمحرومين.. فتتضج قلوبهم بالفرح والنعيم. هتاف أناديك في عز الليل.. أشعر بحرقة الوحدة.. ومرارة اليتم .. وقسوة الإنكسار .. حتى إذا ما نمت هرهر اليامسين على ساعدي ..وشغلتني الأحلام عن الآلام. في الصميم عندما نبلغ مرحلة الهدوء .. فإننا نسلم بإن النهاية قادمة.. وان الفراق لا فرار منه أبداً ..!! ** أتصاعد إلى الفضاء الرحب .. أهرب من هذا الصقيع الذي يدميني بالارتعاش .. ابحث عن النجمة حارسة القمر..!! ** تأتين من زمن الغياب سنبلة .. وفراشة ونجوى .. فتخرج الطيور من اعشاشها لتزفك الى توقي الصابر أبداً .. ** تطلعين في ذاكرة الشمس وهجاً .. وفي حنايا القمر حلماً .. وفي ضخب الشواطئ قرنفلة .. وتبقين لليالي سمرها البهيج..!! ** كلما كتبت اسمكِ .. اضاءت الشموع من حولي.. وهرهر الياسمين على سواعدي.. وابتسمت الدنيا .. لتضيء سحراً وعطراً . ** تبقين لي هذا الفجر الحافل بالأمل .. أنتِ الدرب والحظى .. وأنتِ اللحظة والعمر .. وأنتِ هذا الاحتراق الذي يمنح الشموع بهاءها ومجدها ..!! ** أيتها المكسوة بهمس المساءات .. المشغولة بوشاشات الزهور .. تمليئن عيوني بابتسامتك فتصبح كل الرحابة أنتِ!! ** دعيني أفتش الحنايا .. سأتي منها بالانتظارات .. وبقايا التعب .. سأنثرها أمامك .. لعلها تدفئ وريدي بالعزم والتفوق .. !! ** صغيرتي .. أنتِ الاختيار الذي لابديل له .. كلما قفز صمتكِ الى صمتي .. كان الكلام أحلى ..!! ** وتبقى عيناكِ أحلى قصائدي .. منهما تعلمت أدب الانصات .. وبهما كنت أقوى .. ولهما عشت عمري .. يا كل عمري ..!! قولي .. أحبك!! قال الشاعر: قولي أحبكَ كي تزيد وسامتي فبغير حبكِ لا أكون جميلاً قولي أحبكَ كي تصير أصابعي ذهباً وتصبح جبهتي قنديلا قولي أحبكَ كي يتم تحولي فأصير قمحاً .. وأصير نجيلاً الآن قوليها ولا تترددي فبعض الهوى لا يقبل التأجيلا