برعاية وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة طوى طرفا العراك الجماعي في حي العصبة صفحة الماضي المليء بالمنابذات والفرقة والتعصب، وعادوا إخوة متحابين يجمعهم الدين والوطن والقيادة الرشيدة، بعد اجتماع مهيب لأعيان قبيلتي "الصاعدي" و"النخلي" الذين اتفقوا على وثيقة مصالحة ملزمة وقعها أربعة وجهاء من الطرفين هم: فيصل أبوربعة، وسليمان غميض الصاعدي، وطاهر الهاجوج، وصالح الجدعان، كما تضمنت الوثيقة تعيين وسيطي صلح من كل طرف لاحتواء أي مشكلة قد تطرأ مستقبلا، وجاء نص الوثيقة: بتوجيه كريم ورعاية أبوية من صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المنورة المنورة - حفظه الله - اجتمع بعض وجهاء وأعيان حي قباء من النخليين ببعض وجهاء وأعيان حي العصبة وذلك على إثر الصدامات والمشاحنات المتكررة بين الشباب من حي العصبة وجيرانهم في قباء. حيث استنكر الجميع هذه الأحداث ورفضوها وأوضحوا بأنها غريبة وطارئة على مجتمعاتهم وتعتبر خروجاً على تعاليم الإسلام الحنيف الذي يوصي بحسن الجوار ويحرم المساس بدم المسلم وماله وعرضه أيا كان مذهبه أو توجهه، بل ولا يجيز التعدي والاعتداء على أي مواطن أو مقيم مهما كان دينه أو لونه أو عرقه. حيث أن دستور حكومتنا الرشيدة هو الإسلام عبادات ومعاملات وحقوقا وواجبات، فإنها لا تسمح بالخروج على القوانين الشرعية منها والعرفية وهي معنية بحفظ الأمن والنظام لكل المواطنين والمقيمين مما يجعل من يحاول العبث بأمن المواطن عرضة لأشد العقاب. الأعيان خلال توقيع وثيقة المصالحة وحيث فهم الحضور كل ذلك من سمو الأمير رعاه الله، واتفقوا على ما يلي: 1- على الوجهاء والأعيان والعقلاء عموماً من الفريقين توجيه شبابهم إلى الخير وحسن الجوار والمعاشرة الطيبة وخدمة الوطن. 2- التأكيد على أن الوطن للجميع وأن المواطنين سواء في نظر حكومتنا الرشيدة. 3- التعاون على البر والتقوى والسعي لخير الوطن والمواطنين بصفة عامة وخدمة المدينة النبوية الشريفة بصفة خاصة والعمل على إعلاء سمعتها ومكانتها وحفظ قدسيتها. 4- الرفض التام للتعدي على الآخرين والتحريض على كراهيتهم وذلك من أي مصدر كان، وصاحبه عرضة للعقاب الرادع من قبل الدولة. 5- تشجيع الحوارات التي تؤدي إلى السلم والأمن الاجتماعي سيراً على خطى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله حيث أنه رائد الحوارات الوطنية بل والعالمية". وقد التزم جميع من حضر من الوجهاء والأعيان بما ورد من بنود أعلاه مما يؤدي إلى الوئام والتعايش كأسرة واحدة وأن يضمن كل منهم من بطرفه عن التعدي مستقبلاً وعلى هذا جرى التوقيع في يوم الجمعة 18 محرم 1432ه الموافق 24 ديسمبر 2010م. وشكر الجميع صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينةالمنورة على رعايته الشخصية لاجتماعهم، فإنهم يتعهدون بالعمل بتوجيهاته الكريمة لينعم الناس بالسلام والأمن والاستقرار، داعين الله سبحانه وتعالى أن يلهم الجميع الصواب يهديهم لكل خير ويبعدهم عن كل شر فهو ولي ذلك على والقادر عليه. جدير بالذكر أن حفل المصالحة وتوقيع الوثيقة يأتي بعد عراك دام في العاشر من شهر المحرم اضطر الجهات الأمنية للتدخل لفض أعنف الاشتباكات بين الطرفين باستخدام الهراوات والأعيرة النارية والغازات المسيلة للدموع والماء الساخن، حيث ظلت قوات الأمن مرابطة في مسرح الحادثة عدة أيام.