أسهمت وساطة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، في فض الخلاف بين قبيلتي الصواعد والنخلي في المدينةالمنورة، على إثر الخلافات التي دبت بين القبيلتين في العاشر من شهر محرم الجاري في حي العصبة، جنوبي المدينةالمنورة. ودعا أمير المدينة في اجتماعه بأعيان ومشايخ القبيلتين إلى وحدة الصف، وعدم الفرقة والنزاع، والتآخي في سبيل بناء الوطن إضافة إلى البعد عن إحداث الفوضى ومحاولة زعزعة الوضع الأمني واستقراره في الحي، لاسيما أن الحي متاخم لمسجد قباء، الذي يمثل الانطلاقة الأولى لبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم. وبناء على هذه الوساطة اجتمع الطرفان البارحة ووقع المتصالحون على وثيقتين الأولى وثيقة اتفاق تضمنت ثلاثة بنود، تتلخص في أن «على الوجهاء والأعيان والعقلاء من الطرفين توجيه شبابهم إلى الخير وحسن الجوار والاحترام المتبادل بين الطرفين، وعدم التعدي على الآخرين أو التحريض على إثارة الفتن، ويتعهد جميع الحضور من الطرفين بالالتزام بتوجيهات أمير منطقة المدينةالمنورة والحرص على تنفيذها بكل دقة وحث الشباب على ذلك». وتضمنت وثيقة الصلح الثانية ما دعا إليه المنتدب من قبل الأمير عبد العزيز بن ماجد، شيخ قبيلة السهلة، الشيخ فيصل بن سلطان أبو ربعة السهلي، بأن يعين من كل قبيلة اثنان من أعيانها وعقلائها، لاحتواء المواقف التي قد تطرأ بين الطرفين مستقبلا، قبل أن تتفاقم المشكلات وتصل إلى حدود يرفضها الدين والمجتمع. شفاء الملك واستهل الطرفان حديثهما بإجزال التهنئة لأمير المدينة وأبناء طيبة وعموم المواطنين بسلامة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز بمناسبة نجاح العملية الجراحية، وخروجه من المستشفى سالما معافى، ودعو الله أن يعيده إلى أرض الوطن لتكتمل الفرحة، وتعم السعادة. الدعوة إلى الائتلاف وذكر عن وجهاء وأعيان حيي العصبة وقباء الشيخ سليمان بن غميض الصاعدي، أن الفضل بعد الله تعالى في لم الشمل واجتماع الخير هذا، يعود إلى الأمير عبد العزيز بن ماجد الذي وجه بذلك في اجتماعه بوجهاء وأعيان سكان حي العصبة وجيرانهم من قبيلة النخلي في قباء، على إثر الخلافات المتكررة بين الشباب من الطرفين. وأكد الشيخ سليمان الصاعدي أن ما حدث هي أمور مستنكرة ومرفوضة من الجميع، ودخيلة على مجتمعنا وعلى عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية، «حيث إن ديننا الإسلامي الحنيف حرم الاعتداء على المال والعرض والنفس، إذ أوصى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم على الجار»، واستشهد لتعزيز موقفه في هذا الصلح من أجل الجوار إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه». نبذ الفتنة من جهته، ذكر شيخ قبيلة النخلي في قباء الشيخ صالح جدعان، أنه في «عرس وطني» يهنئ فيه أبناء القبيلتين على الانتصار على القطيعة والبغضاء والفرقة بين الإخوة في الدين والوطن والشركاء في المستقبل والمصير. وحذر من ما يحاول المغرضون لهذا الوطن من زرع الدسائس فيه، قائلا «إن ما يحاك لهذا الوطن من دسائس همها الأول زرع الفتنة والفرقة بين أبنائه، والذي أعطاه الله الكثير من الإمكانيات المادية والمعنوية متمثلة في القيادة الحكيمة، التي تسعى لخير الوطن والمواطن، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني». وتعهد الشيخ صالح جدعان «بأن يكون الجميع رجالا يحرصون على أمن هذا البلد الطيب، وعلى حصانة المجتمع المسلم، الذي انطلقت من خلاله أول أخوة إسلامية على يدي المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قدم إلى هذه الأرض المباركة، وتعهد ب«الالتزام كبارا وصغارا بالأخوة وحسن الجوار والسعي الحثيث لبناء مستقبل تحت رعاية قيادتنا الحكيمة مشرق بإذن الله».