في خطوة اعتبرها المحللون مهمة لتشكل وبروز الصناعات الفوسفاتية السعودية، وقرب موعد دخول هذه المنتجات إلى الأسواق العالمية أعلنت شركة التعدين العربية السعودية "معادن" أمس أنها استكملت مرافق الخدمات والبنى التحتية لمنشآت مشروع الفوسفات في رأس الزور وبدء التشغيل التجريبي لمعظم الوحدات لمشروعها للفوسفات المشترك مع شركة سابك. وسعيا إلى مواكبة إنتهاء مرافق البنى التحتية الأخرى في منطقة رأس الزور على الساحل الشرقي من المملكة والتي تشهد اللمسات الأخيرة، فقد أعادت الشركة جدولة بدء الإنتاج الأولى للمشروع بحيث سيبدأ الإنتاج الأولى للوحدات في الربع الثاني من عام 2011م، بدلا من الموعد السابق في الربع الرابع من العام الحالي 2010م، وهو ما يتزامن مع اكتمال البنى التحتية والخدمات المساندة في رأس الزور، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج التجاري في الربع الثالث من عام 2011م، كما أنه من المتوقع اكتمال المشروع وفق التكلفة المقدرة دون زيادة في المصاريف. وقد بدأ منجم ومصنع مركزات الفوسفات في حزم الجلاميد الإنتاج الفعلي، حيث تم تسليم أول دفعة من مركزات الفوسفات إلى رأس الزور استعدادا للتشغيل التجريبي، وسينتج المشروع الذي يكلف 20.6 مليار ريال "5.5 مليارات دولار" عند اكتماله ثلاثة ملايين طن سنويا من ثنائي فوسفات الامونيوم. إلى ذلك أكد الدكتور عبدالله عيسى الدباغ رئيس شركة معادن وكبير المدراء التنفيذيين أن الجهود المتميزة لفريق العمل بشركة معادن للفوسفات ساهمت في إنجاز معظم مرافق المشروع وفق الزمن المحدد وضمن الميزانية المقررة، رغم التحديات التي أفرزتها الأزمة الاقتصادية العالمية في المشهد الاقتصادي العالمي. وقال الدباغ أن فريق العمل تمكن من إنجاز هذا المشروع المتكامل من المنجم إلى المنتج النهائي بمواصفات عالمية ووفق الميزانية المقدرة للمشروع، مشيرا إلى أنه عند اكتمال إنتاج المشروع من ثنائي فوسفات الامونيوم سوف يمثل 10% من الطلب العالمي على ثنائي فوسفات الامونيوم. وبدورها قدمت إدارة شركة معادن التهنئة إلى فريق المشروع والى الشريك على هذا الإنجاز المتميز الذي حقق قيام أكبر مشروع متكامل لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية بالعالم، وهو ما يعزز مكانة المملكة ضمن منتجي الفوسفات الرئيسيين بالعالم. وتشهد منطقة رأس الزور التي تقع حوالي 90 كم إلى الشمال من مدينة الجبيل الصناعية بالمنطقة الشرقية حركة نشطة لتشييد المصانع والبنى التحتية، ويمثل قرب رأس الزور من مرافق إنتاج وشحن النفط والغاز في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ميزة إستراتيجية ولوجستية لمنتجات شركة معادن، وستستخدم شركة معادن جزءا من هذا الموقع لإنشاء منظومة صناعية متكاملة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية بدأ من مصنع حامض الكبريتيك ومصنع حامض الفوسفوريك، ومصنع الأمونيا، ومصنع فوسفات ثنائي الأمونيوم (DAP)، كما أنها ستستخدم جزءا منه أيضا لإنشاء مشروع معادن المتكامل للألمنيوم بما في ذلك مصفاة لإنتاج الألومينا ومصهر للألمنيوم ومصنع للدرفلة سيكون من أكبر مصانع الدرفلة المتقدم تقنيا بالعالم. كما يشتمل الموقع على بنى تحتية منها الميناء الذي تقوم الهيئة العامة للموانئ السعودية بإنشائه وتشغيله وصيانته لتلبية متطلبات الاستيراد والتصدير المرتبطة بمشروعي الألمنيوم والفوسفات والمشاريع المستقبلية في المنطقة، كما يضم محطة لسكة القطار الذي سيربط منجم الفوسفات في الجلاميد ومنجم البوكسايت في البعيثة بمرافق المعالجة في رأس الزور، كما يضم الموقع أيضا مرافق لتوليد الطاقة والمياه بالإضافة إلى مرافق البنى التحتية الأخرى التي تنفذها الهيئة الملكية للجبيل وينبع.