لم يبق في بيتي غذاء، لم يبق في بيتي كساء ولا حتى حذاء لا أدري أنا في أرض أم في سماء فحق لي العزاء إن حياتي أصبحت في شقاء وعناء فليلطف بي رب السماء محال أن أكون من الأغنياء سعيت وسعيت وفي سعيي خرجت صفر اليدين لقد أزرى بي الدهر فشكراً لله على هذا القضاء لي بعض الأصدقاء هي الدنيا سعادة وشقاء حياة وفناء فقر وامتلاء معاذ الله أن أكون من المتشائمين التعساء حبست دموعي لئلا يقال عني رجل يبكي مثل النساء إذا ما تنفس على الدنيا صبح وضياء ليس أهون علي من ليلة ظلماء فنهاري وليلي سواء فالدنيا في عيني سوداء كحلاء فالحرمان أقسى علي من أعتى اللصوص الجبناء هي الدنيا تسعد الناس مرة وتشقي أشقاء وتضحك مرة وتبكي رجالاً ونساء فقراء كانوا أو أغنياء فالدنيا دار ابتداء حظي مثل بطيخة قرعاء وإن شئت قل حظي مثل تائه في صحراء جرداء أماته العطش فلا زرع فيها ولا ماء لا رحمة ولا وفاء أه قلبي المكلوم أصبحت في حزن وبلاء أولادي زيد وصفاء ومحمد وأسماء يبدون كورد جميل ولكنه ذبل من قلة الغذاء والماء قطعوا نياط قلبي الجريح انهمرت دموعي الغزيرة حتى جفت لم يبق فيها قطرة من كثرة البكاء أولادي يبدون كشجرة خضراء أحالها القحط إلى مجرد هيكل عظمى تساقط ورقها ويبس وفقدت نضارتها وتغير لونها إلى شجرة صفراء شاحبة أحب اللحم ولكني أشمه فقط أحب الرز ولكن أشاهده فقط أصبح الجوع عدونا الأول يا ويح قلبي النار تلسع قلبي وقلب عيالي الصغير الذي لا يتحمل العناء ما ذنب صغاري لم يذوقوا طعم السعادة أو الفرح مع الأصدقاء كغيرهم من القرناء ذاب قلبي من الحزن كحبات سكر بيضاء حطم الحزن قلبي كبيت حطمته رياح هوجاء أحلم ببيت حوائطه من ذهب ستائره من الأزهار ولكن تبخرت أحلامي في الهواء طار مني الريال يا أصحابي فالحقوه أمسكوا به هيا يا قوم أنجدوني أريد طوق نجاة أسعفوني لقد أغمي علي فاحملوني لكنكم تركتموني في بحر الشقاء أغرق فأنا لا أجيد السباحة يا ريالاً كيف طرت مني وتركتني مع الأوجاع والحاجة لا تتركني أرجوك محتاراً أصارع الشقاء قالوا عني مصاب بالجرب ابتعد عني الأصدقاء حتى الأقرباء ويلي لم يبق لي قيمة ولا احترام ازدراء بازدراء حاصرني الفقر من كل الأنحاء أمواجه تلطمني تقذف بي إلى الهاوية خارت قواي حنانيك يا فقر ارأف بقلبي الجريح إن شراراً يخرج من عينيك أيها الفقر يكاد يقتلني بنظراته الحارقة مثل قوة الكهرباء تحرقني أصبحت لعبتك أيها الفقر الجبان فقلبي الجريح أمام سطوتك طفل ضعيف من الضعفاء رويدك إني نذرت نفسي لك لتغلبني وأنزف سيلاً من الدماء سلطت علي جنودك الأقوياء دعوني أقطع طريقي وحيداً يسألني الطريق إلى أين يا رفيقي أجبت وأنا اجتر من ذكرياتي حطاماً من اليأس والعذاب ونحو السراب أمد يدي وأرحل وحدي مع الذكريات الأليمة جفت ينابيع السعادة وجفت دموعي فارتحلت للبحث عنها أنا وعيالي أجر خطاي إلى المجهول. !!Article.footers.caption!!