كيف نبكي وتضحك الأيام! كيف نصرخ وتموت الأحلام! كيف نسأل وتغلق الأفهام! كيف نكتﺐ وقد جفت الأقلام! كيف نعيش وقد توقفت الأيام! كيف نمضي إلى الخلف وقد سارت الدنيا إلى الأمام! ماذا يجري حتى نكون هنا؟ ماذا يقال عن الدنيا والزمان؟ ﺃليس هذا زمانا كباقي الأزمان؟ ماذا حدث وكيف تجهل العنوان؟ وﺃين الورد والشباب والعنفوان؟ وكيف ﺃصبحنا ونحن هنا ونحن لا نعرف المكان ولا الزمان! ولا نبصر ﺃثرا لإنسان ﺃو حيوان حتى الشمس من السماء اختفت والأشياء والألوان تبدلت واندثرت النجوم وتاهت العيون وتقطعت السبل.. ونحن هنا يبدو ﺃننا وحدنا.. نناجي القمر ونسأله عن المفر.. ولا ندري ماذا جرى وماذا ﺃجاب القمر.. سنبقى هنا وحدنا نجهل كل شيء.. ولا ندري عن ﺃي شيء ﺃحياء ﺃم ﺃموات؟ .. لا ندري عن ﺃي شيء ﺃنأكل الأقوات؟ .. لا ندري عن ﺃي شيء لماذا نريد ﺃن ندري؟ وماذا نريد.. دربنا ﺃم جهلنا؟ وماذا يفيد.. ﺃيها البشر وقد نسيتنا الأيام واستوحشتنا الأحزان؟ وبقينا مع الآلام وحدنا هنا.. نعاني وحدنا ونبكي وحدنا.. ونموت وحدنا فماذا سيفيد علمنا وجهلنا؟ سنموت ونموت كما ماتت بالأمس ﺃحلامنا سنموت كما ماتت اليوم آمالنا ولكننا سنموت وحدنا.. ولن يبكي علينا ﺃحد على عكس ﺃ حلا منا فقد بكينا عليها طو يلا.. وسنبكي عليها للأبد ليتنا كنا ﺃحلاما تموت ولم نكن في يوم من الأيام من جنس البشر ما عدتِ لي.. حبيبتي.. ﺃتذكرين؟ يا حﺐ قلبي الأول يا شعري... يا نزفي.. يا حلمي ﺃتذكرين؟ .. ما زالت الرسائل التي من فعل قلبك بدرج غرفتي ﺃفتحها كل مساء.. ﺃقرؤها.. ﺃذكركِ ﺃذرف دمعة.. دمعتين ﺃبكي بكاء ثكل ﺃتذكرين؟ .. ماذا تبقى اليوم منكِ الأول! وكنتِ حبي الآخر! كنتِ حلمي.. كنتِ شوقي.. كنتِ شريان دمي ﺃتذكرين؟ .. يا ﺃغلى شيء كان في الدنيا معي ولم يكن معي.. ضيعته.. قد خانني وباعني.. اشترى بحبي العظيم آخَر وراح تاركا وراءه جثتي في يدي؟ ماذا تبقى.. غير جرح في دمي وحزن عاشق في البيت ضاع إثركِ ﺃتذكرين حبيبتي.. يا قصة الأمس التي حكيتها لأمي وﺃبي يا قصة العشق التي جرت على لسان كل واشٍ يا حرب ﺃيامي التي انتهت بمقتلي ﺃتذكرين كم عشت ﺃهواكِ.. وكنتِ حبي