نحاول بشتى الطرق أن نرضي بواقعنا.. ان نوقن ان حياتنا والعيش فيها ليست اكثر من سبيل نعبره.. نستظل بأشجاره.. ونواصل السير مرة اخرى.. ولكن قد تمر علينا مواقف صعبة تغير فينا ذلك المفهوم وتقلب موازين حياتنا.. سيبقى هذا اليوم محفوراً في قلوبنا.. وسيبقى هذا الشهر مجدداً لأحزاننا.. وستبقى هذه السنة ذكرى ماضية عن أحبابنا.. (مات عمي عبداللطيف) عبارة فجرت الدموع في عيني وتفطر قلبي لسماعها واعتلت الكآبة وجهي واقتلعت اشجار الأمل في نفسي.. كنت دائماً اراه في خيالي المضيء قد شفي وضحكته تتردد في أذني ولكن!! ليس للخيال صورة حقيقية ولا للصمت صوت فيسمع. وفي لحظات!! أتذكر زيارة عمي لنا في عنيزة.. أتذكر جلستنا.. اتذكر فرحتنا بشفائه.. لكن الأمس حلم انتهى اما اليوم فهو حقيقة واقعية.. نعم حقيقة لقد فارق الدنيا واصبح جسده تحت الأرض وفوق التراب.. اصبح هناك ام مكلومة.. امرأة ارملة.. اطفال يتامى.. عمي لقد تركت فراغاً كبيراً في حياتنا وحزننا عميقاً في نفوسنا.. فلم أستطع في تلك اللحظات الا ان امسك بقلمي ليمتزج حبره بدمع عيني ويرسم لوحة جريحة من الماضي.. لوحة تملكت شعوري وقضت على ملامح النشوة في وجداني.. أتألم في داخلي وأبكي دوماً من الحزن على وفاته.. كيف أنساه؟!.. كيف امحو ذكراه داخل قلبي الحزين.. كم تمنيت رؤيته وكلماتي تطرق اذنه.. كم تمنيت سماع صوته.. لكن الموت ابى ان يحقق تلك الأمنية.. نعم الموت هو من احدث كل ذلك الحزن في قلوبنا ولكني ابقى مؤمنة بالله تعالى ويبقى شعوري بالرضى امام القدر مسيطراً علي. (عمي الحبيب) أعدك ان تبقى دائماً في دعائي كما كنت... وفي النهاية لا يسعني الا ان اقول لكل بداية نهاية وكل دمعة خلفها بسمة وكل حزن يتلوه فرح كذلك ظلام الليل ليس بعده الا انوار الفجر.. سألت المولى عز و جل ان يجمعنا بك في دار كرامته مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.