رأس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار السبت الماضي بمقر الهيئة بالرياض؛ الاجتماع الثالث والعشرين لمجلس إدارة الهيئة بحضور أصحاب السمو والمعالي والسعادة أعضاء المجلس. وفي بداية الاجتماع أطلع الأمير سلطان المجلس على أهم القرارات التي صدرت من الدولة مؤخراً، والتي تؤكد حرص القيادة الحكيمة على تطوير السياحة والآثار، كقطاع اقتصادي تنموي يسهم في توفير فرص العمل وتوظيف المواطنين في مواقع معيشتهم في مختلف المناطق والمحافظات، وعلى جميع المستويات التعليمية والتدريبية الوظيفية، ثم أطلع المجلس على عدد من التقارير المدرجة في جدول أعماله، ومن أهمها تقرير تحليلي عن الحركة السياحية الداخلية في المملكة لموسم صيف 1431ه، يتطرق إلى الصعوبات والمعوقات التي واجهت السياح خلال موسم الصيف وقد بيّن التقرير أن السياح المحليين قاموا خلال الصيف بأكثر من 7.8 ملايين رحلة سياحية وأنفقوا أكثر من 9 مليارات ريال. وتقرير الترخيص لقطاعات الإيواء السياحي وتصنيفها حسب النظام الجديد الذي بدأت الهيئة تطبيقه منتصف هذا العام بتنسيق كامل مع المستثمرين في القطاع، والذي يتوافق مع نظام النجوم المعمول به عالمياً، ويحقق مصلحة النزلاء والمستثمرين على حد سواء، كما اطلع المجلس على تقرير عن الحملات الرقابية التي تنفذها الهيئة لضمان التزام هذه المنشآت بالتصنيف الجديد والأسعار المحددة، وحماية مصالح المستفيدين والتحقق من تقديم الخدمات اللائقة بالأسعار المحددة وتقرير عن جوائز التميز الإداري والتقني الذي حصلت عليها الهيئة هذا العام، ومنها جائزة التميز في تقديم الخدمات الالكترونية الحكومية المقدمة من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وجائزة أفضل بوابة حكومية إستراتيجية المقدمة من الأكاديمية العربية لجوائز الانترنت، وتقرير لأبرز الأنشطة والمشاركات الخارجية للهيئة، متضمنا مجالات التعاون الإقليمي والدولي المتعلقة بالسياحة والآثار والعناية بالتراث العمراني، كما تضمن التقرير الزيارات الاستطلاعية التي قامت بها الهيئة لبعض الدول المتميزة في هذا الجانب. كما قدر المجلس القرارات الصادرة من الدولة مؤخراً لتطوير السياحة الداخلية، ومن أبرزها قرار مجلس الوزراء الموافقة على تطبيق اللائحة المنظمة لشؤون منسوبي الهيئة العامة للسياحة والآثار على موظفي قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة، والموافقة على ما رفعته هيئة السياحة بالتنسيق مع وزارات الداخلية والخارجية والتجارة والصناعة، من تنظيم جديد لنشاط المعارض والمؤتمرات، والذي سيسهم في تطوير هذا النمط السياحي، وتوفير العديد من الفرص الوظيفية الملائمة للمواطنين، وسد فجوة الموسمية في هذا النمط من الخدمات السياحية في المملكة. كما قدر مجلس إدارة الهيئة إقرار مجلس الشورى لكل من نظام السياحة العام، والذي يمثل إطاراً تنظيمياً شاملاً للأنشطة السياحية في المملكة، وكذلك التقرير السنوي للهيئة للعام المالي 1430/1431ه، وقرار تقديم الدعم المالي للهيئة في ظل المهام والاختصاصات الإشرافية التي أضيفت لها مؤخراً، وإنشاء صندوق تمويل متخصص في التنمية السياحية لتحفيز المستثمرين في القطاع السياحي وذلك لتمكينها من تحقيق تطلعات المواطنين من الخدمات السياحية، وتوفير الحماية اللازمة للمواقع الأثرية والتعجيل بتنمية مواقع التراث الوطني. وثمن المجلس جهود الهيئة التي بُذلت لتسجيل حي الطريف بالدرعية التاريخية على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، وهو ما يؤكد أهميتها تاريخياً وسياسياً وثقافياً، ومدى حرص الدولة على إبراز التراث الوطني والعناية به، وقد أشاد المجلس بما قامت به الهيئة لتحقيق هذا الإنجاز، بتعاون وتنسيق عاليين مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ووزارتي الخارجية والتربية والتعليم ممثلة في مفوضية المملكة لدى منظمة اليونسكو. كما استعرض المجلس المناسبات المحلية والعالمية التي نظمتها الهيئة مؤخراً ومنها تنظيم المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني بالدول الإسلامية، الذي أقيم برعاية خادم الحرمين الشريفين، خلال الفترة (9-14/6/1431ه) وبحضور كبير من المسئولين والمهتمين بهذا المجال في الدول الإسلامية، وإقامة معرض روائع آثار المملكة في متحف اللوفر بباريس وشهد إقبالاً كبيراً من الزوار المهتمين الذي خرجوا بانطباع واحد يدور حول عراقة الحضارة التي تقف عليها المملكة اليوم، وبلغ زواره أكثر من 120 ألف شخص. وتنظيم ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 1431ه الثالث الذي أقيم برعاية سمو أمير منطقة الرياض، وبمشاركة جميع أطراف العملية السياحية المحلية، وبمشاركة من مناطق المملكة. بعد ذلك استكمل المجلس استعراض ما ورد على جدول أعماله من موضوعات، ومنها اطلاعه على الاستعدادات الأخيرة لإطلاق التقرير المحدث للإستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية، وتطورات مشروع التقييم الاستراتيجي وإعادة الهيكلة للهيئة، وتطوير الخطة المؤسسية للمرحلة القادمة، وما تحمله من نظرة جديدة لتطوير وتمكين القطاع السياحي من النمو بالشكل الذي يليق باسم المملكة وتطلعات القيادة، وما يستحقه مواطنوها، وإقرار لائحة الإفصاح التي تهدف لضمان حياد مسؤولي الهيئة واستقلالهم وعدم تعارض المصالح الخاصة لهم مع متطلبات العمل والوظيفة العامة، عملاً بتوجيهات القيادة وما أكدته الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وخطة التنمية التاسعة للدولة بهدف تحقيق النزاهة والشفافية ومنع تعارض المصالح. واستعرض المجلس الاستعدادات الأخيرة لافتتاح معرض "روائع آثار المملكة عبر العصور" برعاية ولي عهد أسبانيا وتستضيفه مؤسسة "كاشيا" في برشلونة بأسبانيا اعتبارا من 6 ذي الحجة 1431ه وحتى 24 ربيع الأول 1432ه. وثمّن المجلس في هذا الصدد الموافقة الكريمة على انتقال المعرض بين عدد من المتاحف الشهيرة في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، مشيرا إلى أهمية ذلك في التأكيد على مكانة المملكة التاريخية، والإسهام في تعريف العالم بالبعد الحضاري للمملكة. وأطلع المجلس على سير العمل ببرنامج إبراز وتطوير البعد الحضاري للمملكة لدى المواطنين، وأكد على أهمية هذه الجهود في تعزيز الانتماء للوطن، وبث الوعي بأهمية التراث وضرورة المحافظة عليه لدى طلاب التعليم العام والعالي من خلال العمل مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي.