رأس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار مساء أمس الأول في مقر الهيئة بالرياض؛ الاجتماع الثالث والعشرين لمجلس إدارة الهيئة بحضور أصحاب السمو والمعالي أعضاء المجلس. وفي بداية الاجتماع أطلع سمو الأمير سلطان المجلس على أهم القرارات التي صدرت من الدولة مؤخراً، التي تؤكد حرص القيادة الحكيمة على تطوير السياحة والآثار، كقطاع اقتصادي تنموي يسهم في توفير فرص العمل وتوظيف المواطنين في مواقع معيشتهم في مختلف المناطق والمحافظات، وعلى جميع المستويات التعليمية والتدريبية الوظيفية، مما سيسهم - بإذن الله - في تحسين مستويات الدخل وتقليل معدلات البطالة وإحداث التنمية المتوازنة في المناطق. واستشهد سموه بما تحقق للسياحة الوطنية مؤخرا من قبول اجتماعي واسع، وتحول ملحوظ نحو مطالبة المجتمعات المحلية بتطوير السياحة في جميع المناطق، لما تحققه من فوائد اقتصادية واجتماعية، وتعريف المواطنين ببلادهم وتميزها الحضاري وزيادة انتمائهم لوطنهم. وأشار سمو رئيس المجلس إلى نهج الشراكة الذي اعتمدته الهيئة منذ تأسيسها مع القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني كآلية ناجحة لتحقيق الأهداف المطلوبة والمشتركة التي تكفل وحدة التوجه التنموي وتكامل الجهود لتحقيق المصالح الوطنية وعدم هدر الجهود في تكرار العمل أو تشتت الجهود الناتجة عن تشعب التركيز، مضيفاً سموه أن ما قامت به الهيئة في هذا الاتجاه يعد وسيلة مبتكرة لتفعيل أدائها وبرامجها المشتركة مع مؤسسات الدولة وهو النهج الذي باتت تستنسخه العديد من الجهات الحكومية وتطبقه لتحقيق التكامل فيما بينها وهو ما يدل على نجاحه. وعبر المجلس عن الشكر والتقدير للقرارات المُمكنة التي صدرت من الدولة مؤخراً لتطوير السياحة الداخلية، ومن أبرزها: | قرار مجلس الوزراء الموقر في جلسته التي عقدها يوم الاثنين 17/11/1431ه برئاسة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- الموافقة على تطبيق اللائحة المنظمة لشؤون منسوبي الهيئة العامة للسياحة والآثار على موظفي قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة. | موافقة المقام السامي الكريم على ما رفعته هيئة السياحة، بالتنسيق مع وزارات الداخلية والخارجية والتجارة والصناعة، من تنظيم جديد لنشاط المعارض والمؤتمرات، الذي سيسهم بإذن الله في تطوير هذا النمط السياحي، وتوفير العديد من الفرص الوظيفية الملائمة للمواطنين، وسد فجوة الموسمية في هذا النمط من الخدمات السياحية في المملكة. | إقرار مجلس الشورى لكل من نظام السياحة العام ،الذي يمثل إطاراً تنظيمياً شاملاً للأنشطة السياحية في المملكة, وكذلك التقرير السنوي للهيئة للعام المالي 1430/1431ه، وقرار مجلس الشورى تقديم الدعم المالي للهيئة في ظل المهام والاختصاصات الإشرافية التي أضيفت لها مؤخراً، وإنشاء صندوق تمويل متخصص في التنمية السياحية لتحفيز المستثمرين في القطاع السياحي وذلك لتمكينها من تحقيق تطلعات المواطنين من الخدمات السياحية، وتوفير الحماية اللازمة للمواقع الأثرية والتعجيل بتنمية مواقع التراث الوطني. - تقدير المجلس جهود الهيئة التي بُذلت لتسجيل حي الطريف بالدرعية التاريخية على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، وهو ما يؤكد أهميتها تاريخياً وسياسياً وثقافياً، ومدى حرص الدولة على إبراز التراث الوطني والعناية به. وإشادته بما قامت به الهيئة لتحقيق هذا الإنجاز، بتعاون وتنسيق عاليين مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ووزارتي الخارجية والتربية والتعليم ممثلة في مفوضية المملكة لدى منظمة اليونسكو. إثر ذلك اطلع المجلس على عدد من التقارير المدرجة في جدول أعماله، ومنها: - تقرير عن جهود الهيئة في الترخيص لقطاعات الإيواء السياحي وتصنيفها حسب النظام الجديد الذي بدأت الهيئة تطبيقه منتصف هذا العام بتنسيق كامل مع المستثمرين في القطاع، والذي يتوافق مع نظام النجوم المعمول به عالمياً، ويحقق مصلحة النزلاء والمستثمرين على حد سواء، كما اطلع المجلس على تقرير عن الحملات الرقابية التي تنفذها الهيئة لضمان التزام هذه المنشآت بالتصنيف الجديد والأسعار المحددة، وحماية مصالح المستفيدين والتحقق من تقديم الخدمات اللائقة بالأسعار المحددة - تقرير تحليلي عن الحركة السياحية الداخلية في المملكة لموسم صيف 1431ه، يتطرق إلى الصعوبات والمعوقات التي واجهت السياح خلال موسم الصيف وقد بيّن التقرير أن السياح المحليين قاموا خلال الصيف بأكثر من 7,8 مليون رحلة سياحية وأنفقوا أكثر من (9) مليار ريال. - تقرير عن جوائز التميز الإداري والتقني الذي حصلت عليها الهيئة هذا العام، ومنها جائزة التميز في تقديم الخدمات الالكترونية الحكومية المقدمة من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وجائزة أفضل بوابة حكومية إستراتيجية المقدمة من الأكاديمية العربية لجوائز الانترنت، وجائزة المركز الأول في تصنيف المواقع الثقافية المقدمة من المنظمة العربية للتنمية الإدارية، وجائزة معهد الشرق الأوسط للتميز بالبحوث والدراسات الميدانية، وحصول الهيئة على المركز الثاني في جائزة أفضل بيئة عمل في القطاع الحكومي، والمقدمة من جريدة الاقتصادية بالتعاون مع شركة (تيم ون). - تقرير لأبرز الأنشطة والمشاركات الخارجية للهيئة، متضمنا مجالات التعاون الإقليمي والدولي المتعلقة بالسياحة والآثار والعناية بالتراث العمراني. كما تضمن التقرير الزيارات الاستطلاعية التي قامت بها الهيئة لبعض الدول المتميزة في هذا الجانب. وتطرق سمو رئيس الهيئة إلى نتائج لقائه بمعالي وزير السياحة المغربي خلال الزيارة التي قام بها معاليه للمملكة مؤخراً، ولقاء سموه مع معالي وزير الثقافة البحرينية أثناء الزيارة التي قام بها سموه لمملكة قبل أيام، حيث نُوقشت عدداً من مجالات التعاون المشتركة ومن بينها المحافظة على التراث العمراني. كما تناول التقرير فحوى الكلمة التي ألقاها سمو رئيس الهيئة في جامعة أكسفورد في بريطانيا، في شهر جمادى الثاني الماضي (يونيو 2010) والتي أكد خلالها على أن المملكة ليست حديثة على التاريخ والمكانة التي تتبوأها اليوم سياسياً واقتصادياً بل هي امتداد لإرث حضاري عريق، مشيرا إلى ما توليه المملكة من عناية خاصة بالتراث وتنميته ليبقى مصدرا للاعتزاز وموردا ثقافيا واقتصاديا، وليشكل بعدا مهماً يضاف إلى ما يعرفه العالم عن المملكة من أبعاد دينية وسياسية واقتصادية. كما استعرض المجلس المناسبات المحلية والعالمية التي نظمتها الهيئة مؤخراً ومنها: | تنظيم المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني بالدول الإسلامية، الذي أقيم تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، خلال الفترة (9-14/6/1431ه) وبحضور كبير من المسئولين والمهتمين بهذا المجال في الدول الإسلامية وعدد من الخبراء والمستثمرين الدوليين، والذي تم الإعلان فيه عن العديد من المبادرات والتوصيات الهادفة لوضع التراث العمراني في مكانته اللائقة بوصفه عنصراً أساساً في مكونات هوية الشعوب ومحوراً اقتصادياً مهما للاقتصاد الوطني والذي تقرر عقده بصفة دورية. | إقامة معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية في متحف اللوفر بباريس، والذي أقيم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – وفخامة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وافتتحه نيابة عنهما كل من صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ومعالي وزير الخارجية الفرنسي، وشهد إقبالاً كبيراً من الزوار المهتمين الذي خرجوا بانطباع واحد يدور حول عراقة الحضارة التي تقف عليها المملكة العربية السعودية اليوم، وأشاد المجلس بالنجاح الكبير والأصداء الواسعة التي حققها المعرض أثناء إقامته في متحف اللوفر بباريس خلال الفترة من 1 شعبان وحتى18 شوال لعام 1431ه، وبلغ زواره أكثر من (120) ألف شخص. إلى ذلك رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين أمس توقيع اتفاقية تعاون بين الجمعية وشركة المنتجات الحديثة تتضمن التزام الشركة بتقديم دعم مالي قدره مليون ونصف المليون ريال سنوياً تخصص لتمويل برامج الرعاية العلاجية والتأهيلية المساندة التي تقدمها مراكز الجمعية في عدد من مناطق المملكة وذلك ضمن برنامج “ ابتسامتهم بيدك” وذلك بمقر الجمعية في الرياض. وقام رئيس مجلس إدارة شركة المنتجات الحديثة أسامة أبو داوود بتوقيع الاتفاقية التي تتضمن تبني الشركة لمبادرة توفير التسهيلات المكانية المناسبة لحركة الأطفال المعوقين بما يتلاءم مع ظروف إعاقتهم وما يستخدمونه من معدات ووسائل مساعدة. وأعرب سموه عن تقديره وامتنانه لمبادرة شركة المنتجات الحديثة بتمويل برامج الرعاية الطبية المساندة التي تقدمها الجمعية مشيراً إلي أن ذلك الاختيار يجسد تفاعلاً متميزاً مع احتياجات هؤلاء الأطفال وإدراكا من المسئولين بالشركة لأهمية برامج التأهيل في الاندماج في المجتمع . وأكد سموه أن مؤسسات القطاع الخاص في المملكة باتت نموذجاً للعمل الاجتماعي وصورة تتسم بالتنوع والتوسع والدراسة الجادة لأولويات احتياجات المجتمع وصفاً تلك الإسهامات بأنها (صورة رائعة من صور الانتماء والمسئولية). وأشار سموه إلى برنامج التعاون مع شركة المنتجات الحديثة يسعى أيضاً إلى تنمية الوعي العام بقضية الإعاقة وأهمية توفير التسهيلات للمعوقين، وذلك من خلال استثمار قنوات الشركة وقاعدتها الجماهيرية من المستهلكين. من جانبه أكد أسامة أبو داوود أن شركة المنتجات الحديثة تسعى إلى تحسين حياة الناس وتقديم الدعم الكامل لجمعية الأطفال المعوقين مبدياً فخره بالشراكة مع جمعية الأطفال المعوقين من أجل مساعدة الأطفال على تخطي التحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية ورسم الابتسامة على وجوههم .