بين انتظار وانتظار تداهمك المحبّة يهطل عليك ميراث مُلحّ من التعطش للحياة لديك طاقة لم تشعر بها من قبل... لديك زخم طاغ من البهجة، والتآلف حتى مع الأشياء الجامدة. فارهة في شيوع جمالها عندما تريد... وقاسية هي الحياة عندما تصرّ عند الغياب حتى على أخذ ذلك القليل الصادم! لا عليك من ذلك الذي ما فتئ يعلمك تفاصيل كيف لك أن تحيا؟ ويظن أن ما يفعله إيجابي، وقادر على أن يفتح لك كل المساحات المغلقة لتنعم بالعيش داخل فراغاتها. لا عليك... من ذلك الذي يتوهم، ويوهمك أن الظل الذي ستحتفي به تتلون به يومياته هو فقط، وتنبت زهوره على آنيته. لا عليك.. إن قال لك إن كل تلك الإشارات التي مررت بها، وستمر لاحقاً اختص هو بقصها، وانتزعها متى شاء ليمهد لك الحركة، والسير بآمان! اكتفيت منه بما قال، وبما سمحت لنفسك أن تسمعه. واكتفيت منه منذ زمن بقراءة تلك الحروف التي لا تحمل نقاطها! لم تنتظر طويلاً ليواصل تحريضه لأيامك بالرضوخ لتوقعاته! ولم تتوقف لتمكّنه من زيادة تلك الخطوط الحمراء التي اعتاد على رسمها! تواريت بعيداً عنه. وتحيزت لما تريد بمعزل عن تأثيره! لا تدوّن الاجابات إلا إذا تكرّم وطرح أسئلته.. كان يعتقد ذلك! ولا تحمل الكلمات أريجها، إلا إذا زار المكان محملاً بما لديه! ضوء الحياة عليك أن تستمتع به وتضيء حياتك إذا سمح هو بذلك! لم تتوقف خطاك ذات يوم.. لكنها ارتبكت.. تواءمت مع الواقع المفروض، لكنها ظلت تسعى نحو الحقيقة التي ستعيد الاعتبار للحياة! وحدك من يعرف الحقيقة الآن. ووحدك من عليه أن يسعى لإعادة ألق أيامه! وحدك أيضاً من عليه أن يفتح أبواب الدفء ليحتمي بها من وحشة ما مضى! ليس بإمكانك استعارة لحظات، أو الاختصاص بلغة ليست لغتك. وليس مؤلماً أن تقيم احتفالية داخلك تتطهر فيها من كوابيس الوهم والسيطرة. داهمتك لحظة الصفاء. واستكانت حولك أضواء الحياة بمدى لامتناه! اندفعت فتنة الأمل، والمحبة أمامك دون جهد للعثور عليها. لستَ ملزماً بتسميتها، بل إن البحث في التسمية قد يبدد الإحساس بهذا الجمال القادم! داهمتك المحبة، واقتربتَ منها، وازددت في الاقتراب وكأنك ، وبقدر ما استطعت ، تحاول أن تنهي تلك القطيعة الممتدة بينكما! قادتك المحبة إلى الحياة، وإلى النهار، وإلى ذلك العالم الذي تلازمه ، وتختبئ في أطرافه خضرة أسارير تفيض بها الأيام لتفتح لمن طرق أبوابها إمكانية التحليق في آفاقٍ دون بوصلة تحتكم فقط لمفاتيح الحرية التي يظل الزمان والمكان هما العبء الأوحد عليها!