يظل النص الشعري هو المعني بالدرجة الأولى إذ أنه من المفترض أن يكون لدينا احتفالية حقيقية بالنص الشعري وذلك من خلال قراءته .. النص الشعري وهو الأهم، قد يتعرض الآن لعملية إهمال من خلال التجاهل أو عدم الاهتمام به في عملية القراءة والأدهى من ذلك إذا كان ذلك النص مبدعاً. وكما هو معروف أن القصيدة الرائعة هي التي يجب أن تستحوذ على أجمل مساحات الصفحة الشعبية بدون أية اعتبارات أخرى كاسم صاحبها أو من هو، غير أن الشيء الذي يحدث الآن هو خلاف ذلك تماماً. في عملية نشر القصائد عبر الصحف والمجلات، كنا نحتفل بقراءة نصوص مبدعة تعانق الجمال وترقى بالذائقة، غير أننا وفي الفترة الأخيرة، لم نعد نقرأ الجميل والمبدع من النصوص الشعرية إلا في النادر، وهذا يعود بالطبع إلى مايسمى بالتطور في الإعلام الشعبي من خلال ظهور قنوات الشعر المختلفة من المسموع والمرئي وبالذات ظهور قنوات الشعر الفضائية التي صرفت الأنظار إليها ليصبح الإعلام الشعبي المقروء مهملاً إلا في النادر. في زمن الشعر يبقى النص الشعري هو الأصل في القراءة، بينما عند الأغلبية هو كاتب النص، إذ أن هناك من يقرأ النص فقط لمجرد أنه للشاعر فلان أو الشاعر فلان، مثل ذلك ينطبق على الأمسيات الشعرية إذ أن أغلب الجمهور لتلك الأمسيات لايحضرون سوى فقط للشاعر وليس للشعر، وإذا نظرنا إلى تلك الظاهرة وأسبابها لوجدنا أن للإعلام الشعبي دور في ظهورها من خلال النشر في فترة من الفترات لشعراء المحسوبية. النص الشعري يبقى هو المعني الأول وليس الشاعر في قراءته، فجمال النص هو الذي يرقى بذائقة القارئ ومن ثم يأتي كاتبه الشاعر الذي يمتاز بإبداع الكتابة الشعرية. أخيراً: خذ من خيوط الليل وانسج بها الضي خل الغرام العذب يسهر مع سهيل لم الهشيم اللي تكسر .. معي في ناظر عيونٍ بالحزن .. دمعها سيل