دخلت القطاعات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بخدمات الحجاج مرحلة تنفيذ خططها التشغيلية لموسم حج هذا العام 1431 ه، سواء كان ذلك في مكةالمكرمة أو المشاعر المقدسة (عرفات مزدلفة منى)، لتتحول تلك المناطق من سكونها الهادئ الذي عهدته على مدى الأشهر الماضية إلى ورش عمل تهدف إلى راحة الحجيج. «الرياض» وإن تجولت في شوارع مكةالمكرمة وطرقاتها قليلاً، فإنها عجزت عن تسجيل كلمات تحكي واقعاً مشاهداً تراه الأعين، لتترك مكةالمكرمة وشوارعها التي اكتظت بها حافلات نقل الحجاج القادمين من المدينةالمنورة وأولئك القادمين من جدة، وتغدوا صوب المشاعر المقدسة، لتنقل ما يجري وتسجل ما يحدث من تجديد للخدمات أو تطويرها. البداية كانت من «عرفات» والتي سيقف على صعيدها الطاهر ضيوف الرحمن يوم التاسع من ذي الحجة بلباس أبيض، لا فرق فيه بين غني وفقير، فالكل سواسية يناجون ربهم ويرجون مغفرته، كانت نظرات وجهناها صوب أرضية «عرفات التي بدأت تشهد هذا العام ولأول مرة عملية تمهيد وتسوية شاملة لها، لتكون عملية تشييد المخيمات وفقاً لمخطط ثابت، وبمساحات محددة، بعد إدخال نظام خيام ال(4 * 4) والتي راعت المداخل والممرات وأوجدت مخارج الطوارئ لسلامة الحجيج. لقطة عامة لمشعر منى ويظهر مسجد الخيف أما المركبات التي رصدناها ودخلت إلى «عرفات» بأوزان مختلفة وحمولات متنوعة، البعض منها محمل ب»مواسير حديدية» لتثبيت وتشييد الخيام، وأخرى تحمل خياماً، وثالثة مليئة بالأثاث المتمثل في «الفرش» وحافظات الثلج والأدوات الكهربائية، وبتنوع الحمولات يتنوع العاملون، فمن عامل بسيط وظيفته تفريغ الحمولات، إلى فني متخصص يربط المخيمات بطرق هندسية، إلى إداري يضبط الإجراءات، فالكل يعمل ويسابق الزمن في تنافس شريف هدفه أن يحصل ضيوف الرحمن على مبتغاهم، وينالوا الوقت لأداء فريضتهم ودعاء ربهم. أما مشعر «مزدلفة» ففي كل طريق تسلكه تجد فرقة عمل، فمن تجربة وصيانة لشبكات ودورات المياه، إلى عمليات تنظيف للمواقع التي سينزل بها ضيوف الرحمن، ولضمان سلوك الطرق، وضعت اللوحات الإرشادية بلغات مختلفة، لإرشاد المشاة والتعريف بالموقع. أما «منى» فحديثنا عنها وإن كان موجزاً لا يتجاوز بعض الكلمات، فإن يوم عيد الأضحى وأيام التشريق تشير إلى أن العمل سيتزايد أكثر فأكثر، لزيادة الفترة الزمنية التي يقضيها الحجاج، فضلاً عن ضيق مساحتها، غير أن عمليات صيانة الخيام المطورة وإن اكتملت في مجملها كما شاهدنا، فإن ما يحدث حالياً هو إعادة للفحص، بهدف التأكد من مدى الجاهزية وتفقد وسائل السلامة والتكييف والإضاءة داخلها. محطة القطار رقم 1 في عرفات لصعود الحجاج تلك صور تحكي واقعاً وحقيقة تؤكد تغير خدمات الحجاج، والتي من خلالها ستختفي عبارة «الذاهب للحج مفقود والعائد منه مولود»، فانقضى بانقضائها عصر تنقل الحجاج على الجمال، وأصبحت تنقلاتهم عبر حافلات مكيفة ومقاعد مريحة وقطار خاص بهم، لينتهي عهد فرش «الحصير»، والتظلل بجبل أو صخرة أو شجرة يابسة، ولتحل الخيام المفروشة ب»الحنابل» والزل، والمبطنة بقماش عازل للحرارة والمرتبطة بشبكة التكييف، لتؤكد أن الراحة والأمان بانتظار ضيوف الرحمن في أيامهم القلائل بالمشاعر. جبل الرحمة في مشعر عرفات قطار المشاعر فوق جسر الجمرات فرق الصيانة تواصل عملها في مشعر منى جمرة العقبة الوسطى من داخل جسر الجمرات اكتمال تجهيز مسجد نمرة مشعر مزدلفة إحدى الشركات تسارع في إنجاز أعمالها في المشاعر عمال يسابقون الوقت لانجاز مهام العمل