شهدت أسعار البولي بروبلين القياسية في الأسواق الأوروبية انخفاضاً كبيراً خلال الأسبوع الجاري في الوقت الذي شهد الطلب تراجعاً مع تصاعد حدة المنافسة بعد دخول حمولات من خارج أوروبا بأسعار منخفضة مما سببت بعض الاضطرابات للمنتجين والبائعين المحليين الأوروبيين حيث بلغ التراجع في الأسعار بمقدار 200 يورو للطن. ولاحظت "الرياض" مدى انزعاج البائعين مبدين عدم ارتياح لدخول حمولات تحظى بتكاليف منخفضة تصنيعاً وإنتاجاً من خارج أوروبا مستفيدة من رخص المواد الخام مقارنة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج في أوروبا، ونتيجة لتلك الظروف فقد انخفضت أسعار البولي بروبلين (درجة الصبّ بالحقن) لتبلغ 1150 يورو للطن تسليم شمال غرب أوروبا وذلك مقارنة مع أسعار الأسبوع الفائت التي كانت تبلغ 1350 يورو للطن، بينما انخفضت أسعار البولي بروبلين من نوع (كوبوليمر) لتبلغ 1390 يورو للطن تسليم نفس المرفأ وذلك مقارنة مع أسعار الأسبوع الماضي التي كانت قد بلغت 1400 يورو للطن. وعلق أحد التجار في أوروبا على الوضع مشدداً على أن الإمدادات الآسيوية للسوق الأوروبية إضافة إلى انخفاض أسعار العروض من منطقة الشرق الأوسط قد أسهمت بالضغط التنازلي على مستوى الأسعار القياسية في أوروبا. الجدير بالذكر أن الصناعات السعودية للبولي بروبلين قد واجهت معضلة كبرى في التسويق في الأسواق الهندية التي ما فتئت حكومتها في المسارعة لفرض رسوم حمائية مؤقتة ضد البولي بروبلين السعودي في الوقت الذي دافع الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات (جيبكا) وبشدة عن هذا التصرف غير العقلاني من قبل السلطات الهندية التي ذهبت في تبريراتها لأسباب فرض الرسوم لانخفاض تسعيرة غاز البروبان في السعودية وهو اللقيم المستخدم في صناعة البولي بروبلين. في الوقت الذي تسعى الهند لتحويل فرض الرسوم الحمائية من مؤقتة إلى دائمة الأمر الذي أزعج مسئولي (جيبكا) الذين هددوا برفع القضية لمنظمة التجارة العالمية التي أخلت الهند بقوانينها في هذا الشأن، حيث تعتبر المنظمة أسعار البروبان في السعودية عادلة، حيث تم الموافقة على عملية التسعير المعتمدة واعتبرت قانونية من قبل المنظمة. وبلا شك في حال إصرار الحكومة الهندية على فرض رسوم حمائية دائمة على البولي بروبلين السعودي فسوف تتأثر الصادرات السعودية إلى هناك خاصة وأن الطاقات الإنتاجية السعودية للبولي بروبلين في تنام مستمر وتشهد تصعيداً كبيراً في حجم الإنتاج بعد دخول صناعات جديدة عديدة تصاعد حجمها من 2 مليون طن سنوي قبل عامين إلى أكثر من خمسة ملايين طن متري سنوياً، وذلك بعد أن شهدت الصناعات القائمة توسعات كبيرة بتشييد مصانع جديدة، وأضافت درجات جديدة من المنتج وتطبيقات متنوعة حديثة بتركيبات جديدة تستهدف قطاع منتجات التعليب والتغليف، فضلاً عن الصناعات الأخرى الناشئة التي دشنت إنتاجها خلال العامين الماضيين وتتمحور أغلبها في مدينة الجبيل الصناعية.