كثيراً ما تجعلني مقابلة عابرة لأحد أبناء هذا الوطن بالخارج أعيد التفكير في مقوماتنا الاجتماعية وأواصرنا الطيبة التي جعلتنا بهذا التآلف والاقتراب والتآزر مع بعضنا البعض حتى ونحن نتقابل مصادفة ولأول مرة، أقصد ذلك الإحساس المشترك الذي يفيض به كل سعودي تجاه ابن بلده، إنها مشاعر يستغربها الآخرون ممن لا يعرفون متانة الصلات الاجتماعية والروابط الودية وتقاليدنا الاجتماعية الأصيلة التي تربينا عليها وديننا العظيم الذي زاد من قوة ومتانة هذه الروابط الاجتماعية بما رفعها إلى مستوى جعل الآخرين يعجبون كثير الإعجاب بهذه الثقافة الاجتماعية الضاربة بجذورها. كانت مدينة (باريس) الفرنسية من ضمن المحطات التي أرجعتني لتعزيز قيمة الإنسان السعودي النبيل وتعزيز موقعه وهو يتقدم تجاه ابن بلده ليسدي له كل مساعدة ممكنة بما يجعل إقامته في مثل هذه المدينة الحافلة بكل جديد وغريب، مليئة بالفائدة وجالبة للسعادة، أتحدث عن ابن الوطن الكريم، المليء بالثقة والمثابرة والطامح إلى عكس صورة الوطن في أبهى مشهد من خلال منح الآخرين ذلك الانطباع الجميل عن الإنسان السعودي بسلوكه القويم وتعامله النبيل، فكان الأستاذ محمد بن خالد العنقري تجسيداً لبهاء الصورة التي أحاول تقريبها لذهن القارئ الكريم، ومثالاً لخلق المواطن وسلوكه الطيب وقلبه الكبير، المواطن الذي نود أن يقوم بذلك الدور التاريخي في التعريف بوطنه، وتغيير الصورة النمطية السالبة بإعادة تعريف حضارته وتطوره وسمو أخلاقه وقدرته على استيعاب كل جديد وإعادة تمثيله بالشموخ ذاته وبالثقة نفسها ودوره في بناء الإنسانية، ومن يلتقي الأستاذ محمد بن خالد العنقري يدرك كيف يمكن أن يكون المواطن مساهماً في إعادة التعريف ببلاده وتسويق مكانتها اللائقة في كل المحافل، لقد شاهدته وهو يقابل أبناء الوطن بكل بشاشة بجمال ترحيبه وابتسامته وانشراحه قبل يده الممدودة حتى يظن من يقابله أنه يعرفه منذ مدة وليست أول مقابلة، بما أعادني لاستعادة الوطن بكل تفاصيله وحميميته في هذه المدينة الغريبة لكأنما مازالت موجوداً في الرياض أو جدة أو نجران أو حائل، أو في أي مدينة أخرى من بلادي، احساس بالتآلف مع أبعد البلاد من خلال ابن من أبناء ديرتي وهو يجسد لك دفء مشاعرنا الوطنية، ويهديه لك في صورته الزاهية، والواقع أنني لم استغرب الشعور الذي غمرني جراء ذلك فالأستاذ الكريم محمد بن خالد العنقري سليل أسرة كريمة وأصل طيب، عائلة خدمت الوطن ورموز الوطن في مواقع شتى وقدمت أبناءها لتولي مسؤوليات عديدة حيث وضعوا بصماتهم الغراء في مسيرة البناء والتطور التي طبعت وطننا من أقصاه إلى أقصاه. ولا غرابة على حسن تعامله وتواضعه فهو نجل معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ذلك الرجل الذي خدم وطنه وقادته بكل إخلاص وولاء صادق ومازال في موقع المسؤولية يخدم وطنه بكل جد وتفان في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني حفظهم الله. أتمنى لو أن كل ابن من أبناء بلادي أسهم بما يستطيع من أجل اضفاء المزيد من الألق والبهاء لموقع هذا الوطن، وطن العزة والشموخ المملكة العربية السعودية من خلال ابرازه لتقاليدنا العربية النبيلة، من خلال توظيف معارفه أيا كانت لاجتذاب الآخرين للتركيز على ايجابياتنا العديدة، عبر تعزيز صور الأصالة والنبل وتعزيز أخلاقنا الإسلامية العربية وقيمنا الاجتماعية الطيبة. وإنني في هذا الجانب لأزجي الشكر والتقدير والعرفان للأستاذ محمد بن خالد العنقري بما أسدى من وقفات شامخات لكل من قابله من أبناء الوطن وغيرهم، تعامل جعلني أزهو بوطني المعطاء العامر بكل خير. تعامل كريم وتمثيل جميل لسلوكيات المواطن السعودي يستحق الأستاذ محمد بن خالد العنقري عليه كل الشكر والتقدير متمنياً أن يقتدي شباب الوطن بتعامله وتواضعه وأخلاقه.