كثير من الناس الذين التقيت بهم كان واحداً شاكراً وواحداً مادحاً متعجباً مذهولاً من رجل مميز يتردد اسمه في كل مجلس فمن يعرفه يقول لك أن تلك المواقف والكلمات التي سمعتها عنه ليست غريبة مما يذخره هذا الإنسان النبيل من صفات حميدة وفكر حضاري فهو لا يكتفي بأن يحقق لك ما تريد بل يتابع بنفسه رغم ارتباطاته وانشغالاته الكثيرة حتى يكون العطاء كاملاً خالصاً لوجه الله العلي القدير يملؤه العطف على المحتاج والمريض مما جعل منه إنسان فريداً منفرداً بسلوكه وعمله ومواقفه النبيلة. ولكن ما يثير عجبي حقاً قدرة البعض ممن يقع تحت هذا الضغط المتواصل من تصريف الأعمال اليومية ومع ذلك تجد لديهم هذا التكيف العجيب مع جل الأوضاع المرهقة .. وهذه الخاصية على امتصاص الرهق الذي يصدره المراجعون .. أنهم نماذج رائعة من أبناء بلادي حق لي أن أشيد بهم .. لأنهم صورة تجسد كل خلق نبيل وكل سلوك مهذب بأدب ديننا العظيم .. تدخل عليهم تغالب متاعبك النفسية فتخرج من عندهم وكأنما صافحتك نسمة في هجير الصحراء. هنا يقبع في ذاكرة مشاهداتي رجلٌ أثر أن يرتفع فوق ضغوطه الخاصة ليمنح مراجعيه التحايا والبشاشة مدفوعاً باتقان مميز لواجباته الوظيفية وتفانٍ خاص في أداء المسؤوليات .. رجل تألفه من أول وهلة ليشعرك بذات الصلة من دفء المعرفة وُعمق الصلة ، ولئن كان هناك ما يميز الرجل ويمنحه معناه فليس هناك مثل حسن الخلق ورقي التعامل تجللهما تلك الابتسامة التي تكشف عن كريم الأصل ونقاء النفس وصفاء المعدن.. لقد بات من المستحيل في هذا العصر المزدحم بتكاليفه المرهقة واستحقاقاته الباهظة أن تجد من يسديك ذلك الانتباه لما تقول وهو محاط بذلك الكم الهائل من المعاملات اليومية المتراكمة. يقودني استرسالي في اكتشاف مساحات أخرى لصفاته وأخلاقه حتى أكاد أنسى اسم الرجل الكريم الذي أطلق لقلمي العنان متحدثاً عنه لما لقيته من حس إنساني شفاف ترك لديّ انطباعاً رائعاً ومستحقاً تجاه نماذج خيَّرة من أبناء مملكتي يزيدوننا تألقاً وبهاءً وحضوراً جميلاً وفخراً عالياً بأن الوطن العزيز أنجب مثل هؤلاء ، وأن ولاة الأمر حفظهم الله بوعيهم العميق ودقة اختيارهم جعلوهم على تلك المواقع الحساسة وهي النوافذ التي يطلعون من خلالها على أحوال الناس .. تحية إكبار وإجلال خاص لمعالي الأستاذ / عبد المحسن المحيسن رئيس الشئون الخاصة لسمو سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير/ سلطان بن عبد العزيز أعزه الله ونصره ، على تلك الأريحية وذلك الإحساس الطيب الذي يغدقه لنا ولغيرنا مواطنين ومقيمين .. وحقٌ علينا أن نشيد بمواقفه ونبل تعامله وهذا المعيار الدقيق الذي يتبعه في تعامله مع كل الناس .. فالكلُ آخذ دوره الكلُ آخذ حقه أياً كان وضعه وأياً كانت وجهته. أعترف لكم أني ترددتُ في مقابلته لأول مرة لأني أعلم مدى المسافة التي يجب أن تكون بينك وبين مسؤول بهذا المستوى أقلها أن يكون هناك سابق معرفة أو واسطة جديرة بالاعتبار .. ولكن وللحق فإن توجسي وارتيابي ذهبا أدراج الرياح .. فقد نسف الأستاذ / عبد المحسن المحيسن ظنوني وسبقت ابتسامته الطيبة رد سلامي عليه حتى استحالت شكوكي إلى باقة من الوداعة والراحة النفسية.. لقد بدأ لي الأستاذ عبد المحسن المحيسن وكأني أعرفه منذ زمن بعيد .. لكأنما تزاملنا على مقاعد الدراسة .. وليس الأمر مجرد مقابلة أولى بيننا .. إن شعوري المنعكس عن ترحيب الرجل وحُسن إصغائه جعلني أردد بيني وبين نفسي حقاً (الرجل المناسب في المكان المناسب) إنه في الواقع لم يخلف ظن من بوَّأه هذا المنصب الحساس وهو الأمر الذي جعلني أتيقن أن ولاة أمرنا أعزهم الله لهم معيار شديد الدقة في اختيار من يوَّلونه مهمة التباشر مع الناس .. وسمو سيدي الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظه الله وأدام عزه اختار بحدسه الدقيق وتقديره العميق من يستطيع بالفعل أن يتولى ويضطلع بتبعات هذا الموقع بمسؤولياته المتشعبة فكان حقاً الاختيار الذي صادف أهله.. وعبد المحسن المحيسن أحد خريجي مدرسة سلطان بن عبد العزيز الإنسانية والاجتماعية والخيرية التي لا تخرج إلا الذي يستطيع أن يخدم وطنه وشعبه ويحقق توجيهات قاموس العطاء ورمز الخير سلطان بن عبد العزيز بكل أمانة وإخلاص. لنا أن نفخر بكل مواطن يحوِّل وظيفته وموقعه وبكل تفان وإخلاص إلى نقطة جاذبة بلطف التحاور وكرم الأخلاق وخصوصاً تلك المواقع التي تتعاطى مع متطلبات الناس واحتياجاتهم .. وحق لكل مواطن أن يفخر بمن يجسد من أبناء الوطن قيم الخير والفضيلة ومن يعكس تعامله اللطيف أخلاق وتقاليد بلادنا .. ومن يزيد بأخلاقه في أرصدة الوطن من الاحترام ونضارة السمعة والأفكار الملهمة من خلال إعطائه المقيمين بيننا هذا الإحساس الغني بأصالة معدننا المستمدة من شريعة سمحة يوليها ولاة أمورنا حفظهم الله جميعاً بالعناية والتشريف. عبد الله بن صالح آل سالم