إن روح الوفاء والنبل تجمع بين قيادة هذه البلاد وشعبها، لقد زرعت هذه القيم منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وإلى أن بويع الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ملكاً للمملكة العربية السعودية والأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد. فكانت الرياض بكل بهائها وشموخها وتاريخها على موعد جديد مع مناسبة جديدة تجدد فيها مشاعر أهلها نحو عبدالله بن عبدالعزيز، وسلطان بن عبدالعزيز، في مظهر هو جزء من شخصيتها وشخصية أميرها وأهلها. لقد توافدت إلى مدينة الرياض من كل مدينة وقرية وهجرة جمع من العلماء والمثقفين والقبائل وجميع شرائح المجتمع ليمدوا أياديهم وقلوبهم مبايعين خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين. معبرين عن فرحتهم وسرورهم بالحب الذي يكنونه للمليك وولي عهده الأمين. اجل: من حق هذا الشعب في الرياض بل على امتداد هذا الوطن الغالي، أن يعبر عن سعادته عن طيب خاطر. وبالعوفية التي أعتاد عليها، في تجمع اسري يسوده المحبة والوئام والتباهي بما نحن عليه في مثل هذا الاحتفال الذي يقيمه أهالي الرياض تكريماً وترحيباً واعتزازاً بمليكهم وولي عهده الأمين. وإذا رجعنا للخلف نتذكر أنه منذ اكثر من نصف قرن من الزمان انطلقت في رحاب مكةالمكرمة... ومن جوار بيت الله العتيق... دعوة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - تدعو إلى التآلف والتآزر ونبذ الخلافات والاعتصام بحبل الله. وعدم الفرقة، وقد استمدت تلك الدعوة جذورها من شعاع الدعوة المحمدية لتحرر الإنسانية، وامتدت هذه الدعوة والتآزر حتى يومنا هذا، إن الرابطة الطيبة التي تجمع بين حكام هذه البلاد وشعبها هي روح لحمتها وسدادها الحب والتقدير المتبادل، ومن هنا كان الأسلوب الذي تنتقل به السلطة في بلادنا من حاكم لآخر من أساس الطرق، وهو محل إعجاب وتقدير كل المتابعين لمثل هذا الحدث الكبير، فلا شقاق ولا خلاف لأن البيعة بين الراعي والرعية قائمة ومستوحاة من أسلوب شرعي يضمن الاستقرار والهدوء. وانطلاقاً من هذه الملحمة ومن هذا الوفاق بين القيادة والشعب. فقد استعد أهالي مدينة الرياض شيوخاً وشباباً وأطفالاً ونساءً، للاحتفال بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مناسبة تعبر عن الحب والوفاء والولاء لقادة هذه البلاد، ومدينة الرياض وهي ترحب بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين للتذكر عام 1319ه حين رحبت بالمغفور له عبدالعزيز - رحمه الله - عليه ملكاً ومصلحاً ومجدداً وبانياً لنهضة هذا البلد، حينما أعلن المنادي (الملك لله ثم لعبدالعزيز) ليقود - رحمه الله - هذه البلاد الطاهرة في ملحمة من البناء والتطوير لم يشهد مثلها العصر الحديث، وتعاقب أبناؤه من بعده حتى عهد النماء والخير عهد الملك عبدالله - حفظه الله - مواصلين بناء الإنسان السعودي وقيادة التنمية الطموحة، لبناء دولة حديثة تلعب دوراً قيادياً في السياسة والاقتصاد العالمين. وما هذا الاحتفال الذي يقيمه أهالي مدينة الرياض وفي مقدمتهم الأمير الشهم (سلمان بن عبدالعزيز) إلا عرفاناً ومحبة وتلاحماً مع هذه القيادة الحكيمة، فمدينة الرياض وهي ترحب بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين شهدت كثيراً من الإنجازات العمرانية والاقتصادية والاجتماعية بفضل الله ثم بفضل العمل الدؤوب والتوجيهات السديدة من لدن أميرها المحبوب، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وأصبحت بحق مدينة عصرية تنافس في عمرانها وقاعدتها الاقتصادية وخدماتها وإدارتها العمرانية كبرى المدن العالمية تطوراً، وعودتنا مدينة الرياض وأهلها تخليد مثل هذه المناسبات التاريخية بتقديم هدية تليق بالمحتفى به، وتكون معلماً معمارياً وحضارياً يضاف إلى المعالم العمرانية والحضارية للمدينة، وهاهم اليوم أهالي مدينة الرياض يقدمون معلماً عمرانياً وتعليمياً هدية واحتفالاً بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك، وسمو ولي عهده الأمين. نحن هذا اليوم وكل يوم يفتخر الكبير منا والصغير حاكم ومحكوم بهذه الدولة ورجالاتها.