يتعرض بعض الطلبة والطالبات عند بدء دراستهم الجامعية لبعض التعثر نظرا لاختلاف نظام الدراسة في الجامعات عن مراحل الثانوية والمتوسطة والابتدائية سواء في ساعات الدراسة التي تعد اطول بكثير من المراحل السابقة إضافة لطريقة التدريس والبحث العلمي الذي يحتاج لكثير من الجهد والاجتهاد، هذا ما جعل الجامعات تلجأ لاستحداث نظام السنة التحضيرية الذي يهدف لنقل الطالب من مرحلة الدراسة الثانوية إلى المرحلة الجامعية، وفق خطة ممنهجة تعمد على توضيح الطريقة المثلى للدراسة إضافة لدراسة الطلبة بشكل مكثف لبعض المقررات كاللغة الانجليزية والحاسب الالي. وكانت ردود فعل الطلبة على السنة التحضيرية خلال رصد "الرياض" لها متفاوته إلا ان اغلبها تشيد بها، بينما كان الطرف الاخر ينتقد ضغط ساعات الدراسة إضافة لصعوبة بعض المقررات كاللغة الانجليزية. تطور مستمر لدى الطلاب رغم تخوف بعض الطلبة من السنة التحضيرية خصوصا بعد سماعهم لتجارب زملاء لهم لم يحالفهم الحظ في تجاوزها الا أن أغلبية الطلاب يتفقون على أهميتها، مؤكدين بأنهم استفادوا بشكل كبير منها حيث ذكر الطالب منصور المنصور من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بانه استفاد بشكل كبير من السنة التحضيرية؛ لما تحتويه من تكثيف على دراسة اللغة الانجليزية ونظم الحاسب الآلي؛ إضافة لتهيئتها للطلاب للتعود على طريقة التدريس في الجامعة. من جهته يقول الطالب محمد السبع: "يؤخذ على نظام السنة التحضيرية في جامعات المملكة بانه غير موحد إضافة لعدم الاستقرار على خطة معينة ما يسبب كثير من الارتباك لدى الطلاب، إلا ان هذا لا يعني عدم جدواها بل على العكس لها من الايجابيات كثير التي لا تقتصر على تطوير مهارات الطالب أثناء الدراسة فقط، بل تتعدى ذلك إلى الحياة الوظيفية أيضا". وأجمع كثير من الطلبة والطالبات على التطور الذي طرأ على حياتهم من جراء التحاقهم بالسنة التحضيرية التي ساهمت في زيادة ثقتهم بأنفسهم وتعلمهم على كيفية التواصل سواء داخل الحرم الجامعي أو خارجه. فيذكر أحمد السيهاتي بأنه يلاحظ تطوره في اللغة الانجليزية يوما بعد يوم إضافة لإعجابه الشديد بمقررات مهارات الاتصال مؤكدا بأنه استطاع كسر حاجز الخوف من الجامعة في فتره قياسية لم يكن يتوقعها. د. السويلم : المتعثرون لا يتجاوزون 5% والأسباب الاجتماعية أهم العوامل وذكر الطالب محمد الغامدي بأن أصعب مافي السنة التحضيرية هواللغة الانجليزية التي سببت لهم مفاجأة وفق ما تحدث به" من غير المعقول أن يتم تدريسنا وكأننا نتحدث الانجليزية بطلاقة خصوصا أنه طوال دراستنا الماضية ندرس باللغة العربية لمدة 12 سنة لا يتخللها الا القليل من دراسة اللغة الانجليزية، التي لم تسعفنا للتأقلم السريع مع المقررات في السنة التحضيرية، وهذا ما انعكس بشكل سلبي على ادائنا في الاختبارات الفصلية، خصوصا ونحن ندرس بعض المقررات التي لن تخدمنا عند التخصص فيما بعد، كالاحياء التي لن تفيدني في تخصص الهندسة، وهذا ما جعلني لا أعطي اهتماما كبيرا بالمواد العلمية بقدر ما أحاول أن أهتم باللغة الانجليزية". أحمد البراهيم السنة التحضيرية تحد من تعثر الطلاب أكد عدد من المشرفين على السنة التحضيرية في الجامعات أهميتها على المديين القريب والبعيد للطالب المستجد، الذي قد يجد صعوبة في تقبلها في البداية لكونها مرحلة جديدة عليه لا تخلو من بعض الصعوبات. وعد المشرف العام على السنة التحضيرية بجامعة الدمام د. عبدالباقي التيسان في حديثة ل "الرياض" أن السنة التحضيرية على مستوى الجامعات بالمملكة مرحلة انتقالية للطالب من التعليم العام المتمثل بمراحل الدراسة إلى المرحلة الثانوية، مشيرا إلى أن كثير من الطلاب عند دخولهم للجامعة يجهلون الأنظمة المتبعة، وطريقة الدراسة ما يجعلهم غير مستقرين وهذا ما يؤثر في مستواهم الدراسي. ويقول: "ساهمت السنة التحضيرية بالحد من إهدار طاقات الطلاب لكونهم في السابق يدخلون في تخصصات غير ملائمة لميولهم وتوجهاتهم وإمكاناتهم ما يسبب تعثرهم بعد سنة أو سنتين من خلال اكتشافهم عدم ملاءمة التخصص لهم، وهذا ما يؤخر تخرجهم، لذلك تم وضع السنة التحضيرية لتكون أشبه بالمصفاة التي يستطيع فيها الطالب أن يجد نفسة في التخصص المناسب بعد أن يستبعد المجالات غير الملائمة له". د. منذر الفريدان وأوضح د. التيسان أن أغلب الجامعات عملت مسارات تتيح للطالب الانضمام للمسار المناسب بحكم أن هناك خريجين من الثانوية باقسام مختلفة (علمي/ ادبي) حيث اعتمدت بعض الجامعات نظامين أحدها يقبل الطالب على السنة التحضيرية من دون تحديد تخصص معين بينما النظام الثاني يقبل الطالب في كلية متخصصة إلا أنها تحتوي على مسار السنة التحضيرية بشكل مكثف على المواد المتخصصة كالرياضايات والفيزياء والعلوم الصحية، إلا ان جميع المسارات تشترك في دراسة اللغة الانجليزية بجرعات مكثفة تصل لعشرين ساعة إضافة لعلوم الحاسب الالي ومقررات تطوير الذات التي تحتوي ضمن مقرراتها مهارات الاتصال ومهارات التعلم والبحث. وعلى الرغم من أن أغلب الجامعات استحدثت نظام السنة التحضيرية مؤخرا إلا أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تعد من من الجامعات الرائدة التي أدرجتها منذ تأسيس الجامعة وذلك كما أوضحه وكيل عمادة شئون الطلاب د. منذر الفريدان الذي أوضح أن الهدف الأساسي من السنة التحضيرية هو إدخال الطالب في جو الدراسة الجامعية بفكرها المتكامل من جميع النواحي النفسية والاجتماعية والاكاديمية، مشيرا إلى الاسهام في صقل وإبراز مواهب الطلاب، إضافة لاعطائهم دروسا مكثفة في المواد المتخصصة كالرياضيات والفيزياء واللغة الانجليزية التي تؤهلهم لان يكونوا في المستوى المطلوب للمرحلة الجامعية. ويضيف "هذا ما جعل كثيرا من الجامعات تستفيد من تجربة جامعة الملك فهد من بإضافة السنة التحضيرية لمخططاتهم الدراسية وهذا ما يساهم بكل تأكيد سير العملية التعليمية وفق أفضل البرامج التي تخرج اجيالا تتمكن من تطوير نهضة المملكة في كافة المجالات". واوضح عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. عمر السويلم أن عدد الطلبة الذين لا يتمكنون من النجاح في السنة التحضيرية لا يتجاوز ال 5% مشيرا الى أن الاسباب الاجتماعية والنفسية قد تكون خلف تعثرهم. توصية بتحويل المتعثرين إلى كليات المجتمع شاركت 11 جامعة في حلقة نقاش أقيمت مؤخرا في جامعة تبوك وأوصت بتحويل الطلبة المتعثرين في السنة التحضيرية إلى كليات المجتمع، وذلك بهدف إعادة تأهيلهم للدراسة الجامعية، أو لإعدادهم مهنيا للاندماج مع سوق العمل، كما ناقشت الحلقة محورين هما تقويم برامج السنة التحضيرية المنفذة في الجامعات السعودية، إضافة للرؤى المستقبلية اللازمة لتفعيل برامج السنة التحضيرية.