إذا كان الكثير من الأكاديميين والتربويين يعترفون أن هناك فجوة بين التعليم العام ومتطلبات المرحلة الجامعية، وأن هناك برامج تطويرية تعمل ل"ردم" هذه الهوة، فهل من الممكن أن نقول إنه يجب أن يستمر فرز المتقدمين للالتحاق بالمرحلة الجامعية بين مقبول ومرفوض.. أي محروم من فرصة التعليم الجامعي، عبر آلية يتم تقريرها لهذا الخصوص؟، أم من الأفضل أن يتم قبول جميع المتقدمين ويكون الفرز فقط لتحديد المستوى الذي يتناسب مع كل طالب والكلية التي تتفق مع إمكانياته؟، لتأتي المرحلة الثانية وهي تهيئة وترقية المتقدمين للدراسة الجامعية من خلال ما يعرف ب"السنة التحضيرية" وهي الأهم. د.الطامي: تقلِّل من نسب التعثر والرسوب حقيقةً من الصعب حرمان أي شخص متطلع إلى الدراسة الجامعية من تحقيق حلم حياته، ومن الصعب أيضاً أن يكون تقرير وتحقيق هذه الأمنية يمر عبر نتائج ما يعرف ب"اختبارات القياس"، تلك الاختبارات التي لا تمثل المعيار الدقيق والحقيقي لتحديد مستوى قدرات الشاب أو الشابة، ومنحهم الفرصة أو حرمانهم من التعليم الجامعي. كما أن التوسع الكبير والمتواصل الذي تقوده حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- من خلال التوسع في فتح الجامعات والكليات في جميع مدن ومحافظات المملكة يعزز من الفرصة والإمكانية لقبول جميع المتقدمين للالتحاق بالتعليم الجامعي لكافة أبناء هذا الوطن العزيز، ولتبقى "السنة التحضيرية" التي نناقشها اليوم الفرصة المواتية لإحداث التوازن ما بين القدرات الشخصية وتحقيق المتطلبات الجامعية وفتح المجال أمام الجميع. د.الحسين: فرصة لاختيار التخصصات المناسبة عدة أهداف في البداية قال "أ.د.أحمد بن صالح الطامي" -وكيل جامعة القصيم للشؤون التعليمية-: إن البرامج التحضيرية سواء كانت سنة تحضيرية أو فصلاً تحضيرياً وضعت لتحقيق عدة أهداف، أهمها أولاً: تهيئة الطالب لدخول الكلية التي يرغب المنافسة على الدراسة فيها، وثانياً: كشف قدرة الطالب واستعداده للدراسة في الكليات التي تشترط سنة تحضيرية أو برنامجا تحضيرياً، وثالثاً: رفع مستوى الجودة في العملية التعليمية وتقليل نسب التعثر والرسوب أثناء الدراسة الجامعية، مبيناً أن لدى جامعة القصيم ثلاثة برامج تحضيرية الأول: هو برنامج السنة التحضيرية الذي يهدف إلى إعداد الطلاب وتهيئتهم للدراسة في الكليات التي تتخذ من اللغة الإنجليزية لغة أساسية، أو تتطلب لغة إنجليزية قوية للتدريس، وهي كليات الطب وطب الأسنان وكلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية الصيدلة وكلية التمريض، بالإضافة إلى كليات العلوم الصحية وكلية الهندسة وكلية العمارة وكلية الحاسب، مشيراً إلى أن الطلاب والطالبات الراغبين بدخول إحدى هذه الكليات، لابد لهم من اجتياز السنة التحضيرية بتقدير منافس ليتمكن من التخصيص في الكلية التي يرغبها. د.العسكر: «خيار مؤقت» حتى تتحسن «المخرجات» برنامج تنافسي وأوضح "أ.د.الطامي" أن البرنامج التحضيري الثاني لجامعة القصيم هو فصل تحضيري لطلاب أقسام اللغة الإنجليزية ومدته فصل دراسي واحد، وهدفه كشف استعداد الطالب والطالبة لدراسة اللغة الإنجليزية وتهيئته لدراسة هذه اللغة، مضيفاً أن الثالث هو فصل تحضيري خاص بطلاب كلية الاقتصاد والإدارة، وهدفه إعداد الطالب معرفياً لتخصصات الكلية، لافتاً إلى أنه في جميع هذه البرامج على الطالب والطالبة اجتياز البرنامج بنجاح، أما السنة التحضيرية فهو برنامج تنافسي إذ يتنافس الطلاب والطالبات على مقاعد الكليات التي أشرت إليها آنفاً، وكلما كان التقدير عالياً كلما تمكن الطالب من التخصص في الكلية التي يرغبها، ذاكراً أنهم في جامعة القصيم يرون أن تجربتهم حتى الآن ناجحة وتحقق الأهداف التي من أجلها أسست هذه البرامج، بدليل رضا الكليات نفسها عن مخرجاتها، وعن فكرة تعميم السنة التحضيرية على كافة التخصصات بجامعة القصيم قال: إن ذلك أمر تفكر فيه بعض كليات الجامعة الآن، ولكنه لا يزال تحت الدراسة، ولن نتعجل فيه حتى نتأكد أنه في مصلحة جودة التعليم ومصلحة الطالب العلمية. صد.بديوي: تمنح مهارات أوسع للتحصيل الدراسي برامج مشابهة وحول كيفية النظر إلى السنة التحضيرية وتقييمها، قال "د.سعد بن ناصر الحسين" -عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود والمشرف العام على برنامج التوأمة العلمية العالمية-: إنه لا يوجد حسب علمه في النظام التعليمي الجامعي الأمريكي مفهوم "السنة التحضيرية" (Preparatory Year )، بل يوجد ما يسمى ب"السنة الأولى" (Freshman Year)، وهدفها الأساسي تأهيل الطلاب القادمين للحياة الجامعية للنجاح العلمي، وتحدد أهدافهم وتوجهاتهم العلمية، مضيفاً أنه يقابل ذلك السنة التحضيرية التي تُعد عرف أكاديمي مطبق في معظم "دول الكومنولث"، وتسمى في بعض الأحيان "برنامج السنة التأسيسية" (Foundation Year Program)، وهي عبارة عن دورة تمهيدية مدتها سنة دراسية واحدة، تتضمن منهجاً متكاملاً، تقدمه عدد من الجامعات في دول الكومنولث وغيرها، مشيراً إلى أن البعض من تلك البرامج موجه لهؤلاء الطلاب الذين ليسوا ضمن برامج دراسية تمنح شهادة علمية، أي أنها برامج قبل أن يدخل الطالب أو الطالبة في برنامج الدراسة الجامعية. يفترض أن تقبل الجامعات جميع خريجي الثانوية من الجنسين و«الفرز» بعد نتائج «التحضيرية»..«كلٍ ونسبته» إرشاد وتوجيه وأوضح "د.الحسين" أن السنة التحضيرية لها فوائد جمة إذا ما نفذت بطريقة صحيحة ومدروسة، مضيفاً أنه يجب ألا ينظر إلى السنة التحضيرية أو التأسيسية على أنها عائق أو نظاماً للتصفية أو الفلترة، بل هي في أساسها تهيئ الطالب إلى الدخول في المرحلة الجامعية وتساعده في أن يختار أفضل التخصصات التي تناسب قدراته وميوله، ذاكراً أن السنة التحضيرية في واقع الأمر تنقل الطالب أو الطالبة من مرحلة التعليم العام إلى المرحلة الجامعية، وبالتالي فإنه يمكن النظر إلى هذه المرحلة على أنها مرحلة إرشاد وتوجيه، بعدها يختار الطالب طريقه الذي يناسبه، لافتاً أن مثل هذا الأسلوب، على الرغم من أنه يزيد سنوات الدراسة الجامعية، إلاّ أنه يوجه الطلاب والطالبات إلى المسار الصحيح. أداة تفضيل وذكر "د.الحسين" أن الخوف أو الهاجس من قلة التوظيف لاحقاً بعد التخرج أمر - في نظري- لا مكان له، ذلك أن "عاطل متعلم خير من عاطل جاهل"، مبيناً أنه إذا ما تم إلحاق خريجي الثانوية في الجامعات، فإنه دون أدنى شك سوف يحصنهم من الانخراط في أمور لا تعود عليهم ولا على الوطن بالخير، ولعل فترة الأربع سنوات في الجامعة كفيلة أن تحصن الطلاب من مشكلات المراهقة وما تفرزه من عواقب، مؤكداً على أن هذا الطرح يتنافى مع اختبارات التحصل والقياس، وأن اختبارات القياس يجب ألا تكون المحك في قبول الطلاب أو الطالبات للدراسة الجامعية، بل تكون أداة تفضيل للقبول في تخصصات معينة دون غيرها بعد أن يدخل الطالب الجامعة، مشدداً على أن يتم القبول في الجامعة، كحق مشروع، أما تحديد التخصص فيجب أن يتم عن طريقة المفاضلة، وحول أسئلة اختبارات القياس قال: لدي تحفظات كثيرة على أسئلة التحصيل والقياس، فمعظم الأسئلة تحتمل إجاباتها وجهات نظر وخاصة تلك الأسئلة الفلسفية، ويجب أن يدرك القائمون -واحسبهم كذلك- أن لاختبارات القياس والتحصيل هدف يجب أن تحققه. برنامج تعريفي بالسنة التحضيرية لطلاب الأحساء بجامعة الملك فيصل خيار مرحلي وقال "أ.د.فهد العسكر" -عميد البحث العلمي وأمين عام كراسي البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -: إن أهمية السنوات التحضيرية المطبقة بجامعات المملكة بواقعها الحالي يرتبط بنظرة معينة لمستوى التعليم العام، مضيفاً أنها ليست سوى محاولة لاستدراك ما ترى مؤسسات التعليم العالي أنه ينقص المتخرجين من التعليم العام من معارف ومهارات في جوانب متعددة، وبالذات في مهارات اللغة الإنجليزية والحاسب، ولذلك من هذا الباب يجب أن ينظر إلى السنوات التحضيرية في المملكة على أنها ليست "خياراً استراتيجياً"، بل يجب النظر إليها على أنها "خيار مرحلي" إلى أن تتحسن إن شاء الله الأوضاع في التعليم العام، من خلال هذه المشروعات الكبرى التي يتم العمل عليها الآن لتطوير التعليم، مثل برنامج الملك عبد الله لتطوير التعليم، ولعل هذه الخطوات تتم لتلافي بعض الملاحظات، مشيراً إلى أن إقرار البرامج التحضيرية بات ضرورياً، فهي في الواقع الحالي فقط لتلافي الإشكالات في التعليم العام، لكن لو قدر وارتقت مخرجات التعليم العام فسنحتاج فقط إلى برامج تحضيرية ليست لتلافي النقص في مهارات الطلاب، ولا لتحسين أدائهم، بقدر ما نحتاجها لتعريفهم بسياسة الجامعة وثقافتها وتعزيز ثقافتهم بالتخصصات التي يريدون الالتحاق بها، مشدداً على أهمية تحديد سنوات لها، بحيث إذا تحسنت الأوضاع يتم تقليصها أو تركيزها في تخصصات معينة. طلاب داخل قاعة الدراسة في عمادة السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود أمر صعب وعن اختبارات القياس أوضح "أ.د.العسكر" أنها ليس لها علاقة بالسنة التحضيرية، بل هي للتأكد من كفاية الشخص وتأهله للالتحاق بالمرحلة الجامعية، وهذه مرحلة سابقة حيث تأتي بعدها السنة التحضيرية أو البرامج التحضيرية، لكن يبقى إعدادهم لما سوف يتخصص فيه عبر السنة التحضيرية وهذا موضوع آخر، وحول إمكانية فتح المجال للجميع للدخول في السنة التحضيرية بحيث يقبل من يتفوق فيها، قال: إن هذا الأمر غير ممكن على اعتبار أن هناك أعداداً كبيرة جداًّ من الطلاب الذين يريدون الالتحاق بالجامعات، مشيراً إلى أن فتح الباب لكل شخص يعتبر أمراً صعباً جداًّ، وبالتالي فإن اختبارات القياس ضرورة للحكم على الطلاب ومدى قدرتهم في الالتحاق بالتخصصات العلمية في الجامعات، ذاكراً أنه على كل طالب في أي مرحلة من المراحل الدراسية أن يستشعر أهمية تطوير قدراته وإمكانياته، وأن يدرك أن لكل مرحلة متطلباتها من الإعداد والتهيئة الجيدة، حتى بعد إنهاء سنوات الدراسة والدخول في المرحلة العملية، مؤكداً على أن هناك اختبارات بعد التخرج سوف تطبق في المملكة إن شاء الله اعتباراً من عام 1435ه، وهي عبارة عن اختبارات مهنية لكل المتخرجين في جميع التخصصات الجامعية، تَمنح شهادات على غرار الشهادات التي يحصل عليها على سبيل المثال حالياً الأطباء من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. تجربة رائدة وقال "د.إسماعيل بن محمد بديوي" -عميد كلية الدراسات المساندة والتطبيقية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن-: إن الجامعة أنشأت برنامج السنة التحضيرية منذ تأسيسها عام 1383 ه الموافق 1963م، ومنذ ذلك الحين وبرنامج السنة التحضيرية يعد ركيزة أساسية من ركائز العملية التعليمية بالجامعة، بل وأحد أهم البرامج التعليمية التي تساهم في تحسين مستوى المخرجات التعليمية وجودتها، مضيفاً أن برنامج السنة التحضيرية يُعد أحد العلامات المميزة التي تتميز بها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهو يشكل جزءاً مهماً من فلسفة الجامعة تجاه التعليم العالي، بل ويعد هذا البرنامج أساساً لجميع البرامج الأكاديمية الأخرى، حيث يتطلب من جميع الطلاب اجتياز البرنامج قبل اختيار تخصصاتهم، مشيراً إلى أن الجامعة تشعر بالفخر والاعتزاز وهي ترى تجربتها الرائدة باعتماد السنة التحضيرية تصبح نموذجاً يحتذى به من قبل جامعات المملكة المختلفة، ذاكراً أن معظم الطلاب الجدد المقبولين بالجامعة يلتحقون ببرنامج السنة التحضيرية، والذي يهدف إلى تهيئة الطالب للدراسة الجامعية من خلال تحقيق جملة من الأهداف منها تطوير مستوى الطلاب في اللغة الانجليزية قبل انتقالهم إلى المرحلة الجامعية، وتنمية معلومات الطلاب السابقة وتعزيزها في المجالات الرياضية والتحليلية باللغة الانجليزية. ردم الفجوة وأكد "د.بديوي" على أن من أهداف السنة التحضيرية تعريف الطلاب بمجالات وتقنيات مواضيع جديدة، مثل الورش والرسم الهندسي، لتنمية مهاراتهم اليدوية والذهنية، بالإضافة إلى تعريف الطلاب بالتخصصات المتاحة، إلى جانب تعزيز لياقة الطلاب البدنية وقدرة تحملهم، من خلال الأنشطة الرياضية المختلفة، وكذلك إتاحة الفرصة للطالب للتعرف على متطلبات الدراسة الجامعية، ويشمل ذلك تزويدهم بمهارات التحصيل الدراسي، لافتاً إلى أن أهمية برنامج السنة التحضيرية تكمن في عمله على ردم الفجوة الموجودة بين التعليم العام والتعليم الجامعي، موضحاً أن مهارات التفكير التحليلي والنقدي، على سبيل المثال، والتي تُعد من أساسيات التعليم العالي تكاد تكون مفقودة في مخرجات التعليم العام، ودور الطالب في العملية التعليمية وكونه هو محورها غير واضحة لدى الكثير من خريجي الثانوية، لذلك كان لابد من أن يتم إعداد الطالب للدراسة الجامعية عبر برنامج مكثف كبرنامج السنة التحضيرية. النجاح في «التحضيرية» يعني التخرج في الجامعة! أوضح "د.إسماعيل بن محمد بديوي" عن وجود العديد من الدراسات حول برنامج السنة التحضيرية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وأثره على أداء الطالب في دراسته الجامعية، إلى جانب دراسة الترابط بين أداء الطالب في مقررات السنة التحضيرية وأدائه في مقررات دراسته الجامعية، مشيراً إلى أن الدراسات أثبتت أن هناك علاقة وثيقة بين أداء الطالب في دراسته وأدائه في السنة التحضيرية. وقال: لقد تبين أن من يستطيع اجتياز البرنامج في فصلين دراسيين يتخرج من الجامعة دون أي مشاكل، وأن من يتعثر في السنة التحضيرية يكون احتمال تعثره في دراسته الجامعية مرتفعاً، مضيفاً أنه لوحظ من هذه الدراسات أن مستوى أداء الطالب في مقررات الرياضيات في السنة التحضيرية له ارتباط كبير في مستوى أدائه في دراسته الجامعية، بغض النظر عن تخصصه، لذلك فجميع الطلاب يتطلب منهم حالياً اجتياز مقررات الرياضيات حتى لو كانت رغبتهم الالتحاق بأحد أقسام كلية الإدارة الصناعية أو تصاميم البيئة، مشيراً إلى أنه كان واضحاً من الإحصاءات التي ضمتها هذه الدراسات الترابط بين مستوى الطالب في اللغة الانجليزية وأدائه في دراسته الجامعية، إذ صاحب ذلك أيضاً أداءً جيداً في باقي مقررات السنة التحضيرية، لذلك فإن الطلاب الذين يجتازون اختبارات الترقية في اللغة الانجليزية التي تقام بداية العام للطلاب المستجدين، يعفون من مقررات اللغة الانجليزية في السنة التحضيرية، إلاّ أنه يطلب منهم اجتياز باقي المقررات. «القبول الأعمى» تجربة تستحق التطبيق! أكد "د.سعد بن ناصر الحسين" على أن توجه وزارة التعليم العالي بإقرار السنة التحضيرية في الجامعات والكليات قرار صائب وحكيم، والأمل يحدوني أن تخضع التجربة إلى تقييم وتعديل إذا دعت الضرورة، كما يجب على الكليات أو الجامعات الناشئة الإفادة من تجارب الجامعات التي سبقتها سواء في الداخل أو الخارج، مبيناً أن المهم أن لا نعيد اختراع العجلة، فتطبيق التجارب الناجحة لمن سبقونا أمر هام يختصر الزمن ويقلل الأخطاء. وقال إن برنامج السنة التحضيرية يُعد المنقذ لقبول خريجي الثانوية دون تمييز، فقبول جميع خريجي طلاب الثانوي قد يبدو صعباً، ولكن إذا ما نظرنا إلى "تجربة الهند" في قبول الطلاب دون تمييز -أي قبول الجميع- فيما يعرف باسم "القبول الأعمى" (Blind Admission)، نجد أنه من الممكن لنا في بلد حباه الله برغد العيش وقيادة حكيمة أن يتم قبول جميع خريجي الثانوية العامة ممن يرغبون في مواصلة التعليم الجامعي ضمن برنامج السنة التحضيرية، الأمر الذي يؤهلهم للدخول إلى المرحلة الجامعية، مشيراً إلى أنه بتطبيق هذا المقترح، تتاح الفرصة للجميع للدراسة في المرحلة الجامعية دون استثناء، موضحاً أنه قد تكون ظروف ألمت بالطالب في مرحلة الثانوية حالت دون تحصيله النسبة المطلوبة، ليفتح له الباب مرة أخرى يعوض خلاله ما فاته في المرحلة الثانوية، ثم إنه يجب أن ينظر إلى السنة التحضيرية على أنها سنة إثبات الجدية وتعويض ما فات، أي يمكن لنا تسميتها ب "الميدان يا حميدان"!.