يقدم الدكتور شوقي ضيف في كتابه" شوقي شاعر العصر الحديث" الصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ،والذي يقع في 285 صفحة ،رصدا لتطور الحركة الشعرية العربية التي تأثرت بكثير من التطورات والأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية في العالم العربي، وذلك من خلال التجربة التى يعكسها شعر احمد شوقي . استعرض المؤلف الشاعر احمد شوقي من جميع أطرافه بدءاً بحياته والعوامل التي اثرت في تفتق موهبته الشعرية والبيئة التي نشأ فيها وتأثره بشعر محمود سامي البارودى ،و كذلك عوامل التجديد أثرت في شعر شوقي ومدى صلته بالشعراء القدماء وتأثرهم بهم فضلا عن تأثره بالثقافة الفرنسية ومحاولة تقليده لفيكتور هيجو في عنايته بالتمثيل والتاريخ ثم مسايرته لظواهر التطور والتجديد في الشعر العربي المعاصر وحركات التحرر العربية والثورات العربية، وغير تلك من العوامل القومية، بالإضافة إلى إطلاعه على نواحي التطور والتجديد في العالم فكريا وأدبيا وسياسيا، وإطلاعه على حركات التحرر العالمية الفكرية والأدبية والسياسية. وفى هذا الصدد يشير المؤلف إلى أن شوقي قد تأثر بتيارين من الشعراء ،الأول يتمثل في التيار القديم فيؤكد كل من يقرأ شعر شوقي يحس الصلة بينه وبين الشاعر محمود سامي البارودى ثم بينه وبين شعراء العرب وانه أشاد في مقدمته للطبعة الأولى من ديوانه"الشوقيات"بطائفة كبيرة منهم مثل ابى فراس وأبى العلاء وأبى العتاهية والعباس بن الاحنف والبهاء زهير، ووقف خاشعا أمام المتنبى وشعره. ويشير المؤلف إلى ان شوقي كان موكلا بشعراء العربية الممتازين في موسيقاهم جميعا ولم تبق قصيدة فى العربية إلا وشد الرحال ليستمع إليها ولا يكتفي بذلك غالبا ، بل ما يزال بشد خياله وقيثارته ليعارض هذا اللحن أو تلك القصيدة ومن اجل ذلك كثرت المعارضات في شوقياته.ويرى المؤلف ان التيار القديم السابق فى شعر شوقى كان يقابله ويجرى موازيا له تيار جديد، فقد تثقف بالثقافة الأوربية ،ودرس الحقوق بفرنسا واطلع على الآداب الفرنسية، ودخل الى المسارح التمثيلية والغنائية فى باريس والى مقهى"داركور" حيث كان يجلس الشاعر الرمزي "فرلين" ورأى تحت عينه حركات التجديد بين الشعراء الفرنسيين وقرأ آثارهم ورآهم لا يصبون شعرهم فى قالب المديح كما يصنع شعراء العرب فهذا جعله يتجه نحو التجديد فى الشعر مستفيدا بما قرأه من أشعار لفيكتور هيجو ولامرتين ودى موسيه وغيرهم من نوابغ الشعراء.