أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعيا فضيلته إلى الاستفادة من العشر الأواخر من شهر رمضان بإقامة لياليه وقراءة القرآن وكثرة الدعاء محذرا من اللهو وكثرة الحديث بأحوال الناس والانشغال بما لا ينفع. وقال فضيلته في خطبة الجمعة يوم امس ان سمو الروح وطمأنينة القلب تزكي النفس فعقبى لمن يجدها فأولو الالباب كلما أقبلوا إلى ربهم وازدلفوا اليه واغتنموا الفرص لبلوغ رضوانه بكمال الحرص على الاحسان. مشيرا فضيلته ان مواسم الخير حين تقبل والايام الفاضلة التي رفع الله قدرها والتي منها العشر الأواخر من الشهر الكريم فإنها من أيام الله المباركة منّ بها على عباده ليستبقوا فيها من الخيرات ويعظم فيها التنافس بين الناس في الباقيات الصالحات ويستدرك ما فرطوا فيه من تقرب إلى الله. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام ان لهذه العشر المباركة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم مقاما عظيما ومنزلة رفيعة، حيث كان يشتهر فيها عن غيرها ويخصها بألوان من القرب وضروب من الطاعات زيادة على ما كان فيها من سائر ايام الشهر مشيرا فضيلته ان هذا الاجتهاد النبوي الذي خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الزمن على ثلاثة أضرب أحدهم شد المئزر وهو اعتزال النساء، اما الثاني من ضروب الاجتهاد إحياء الليل بألوان القرب من قيام وتلاوة وذكر ودعاء وتضرع ومناجاة وسكب للعبرات. كل ذلك يبتغي منها الوسيلة إلى ربه. اما الثالث فهو قيام الاهل للصلاة وهو لون من ألوان التربية النبوية ومنهج عظيم وحكيم وما أحسن العقبة فيه. ودعا فضيلته إلى الاعتكاف في هذه العشر من رمضان في المسجد ومعرفة حقها فقال حسبها شرفا ان جعل الله فيها ليلة تفضل العبادة فيها عن عبادة ألف شهر فهي ليلة الشرف العظيم ليلة القدر التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم لمن احياها فقال ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). وحذر إمام وخطيب المسجد الحرام من انشغال المسلم في هذه الايام المباركة بأحوال الناس والانشغال بهم بفضول الكلام وفضول مخالطة بعض الأنام واللهو بما لا ينفع.