دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور أسامة بن عبدالله خياط الصائمين إلى استباق خيرات العشر الأواخر من رمضان، واستدراك ما فات منه في تلك الأيام، مشيرا في خطبة الجمعة أمس من الحرم المكي أنها من أرفع المواسم قدرا، وأنبهها ذكرا، موضحا أن تلك العشر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان لها مقام عظيم ومنزلة رفيعة، ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، فكان يخصها بألوان من القرب وضروب الطاعات زيادة على ما كان عليه في سائر أيام الشهر، مبينا أن اجتهاده فيها على ثلاثة أضرب: شد المئزر (اعتزال النساء)، إحياء الليل بألوان القرب من القيام والتلاوة والذكر والدعاء والتضرع والمناجاة والانكسار وسكب العبرات، الثالث: إيقاظ الأهل للصلاة، كما قالت زينب بنت أم سلمة رضي الله عنها: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام لم يدع أحدا من أهل بيته يطيق القيام إلا أقامه». وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن الله تعالى شرع للمسلمين الاعتكاف، الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى، والخلوة به، والانقطاع عن الانشغال بالخلق، والاشتغال به وحده سبحانه، بحيث يسير ذكره وحبه والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته، داعيا إلى معرفة ما لليالي العشر الشريفة من قدر، مطالبا بمراعاة حقها «وحسبها شرفا أن جعل الله فيها ليلة تفضل العبادة فيها عبادة ألف شهر، إنها ليلة الشرف العظيم، ليلة القدر، فمن حرم خير هذه الليلة فهو المحروم حقا، فليذرف دموع الأسى وعبرات الحسرة»، مؤكدا أن الشهر المبارك لم يكن أبدا زمن بطالة وكسل، ولا وقت لعب ولهو، وإنما شهر عمل وجهاد وصبر ومصابرة. وفي المدينةالمنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي أن رمضان جمع الطاعات كلها: الصوم، الصبر، الصلوات فرضا ونفلا، تلاوة القرى، ذكر الله، الزكاة، الصدقات، الإحسان، الحج الأصغر لمن أراد العمرة، مشيرا في خطبته إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، موضحا أن الله وفق من شاء للتوبة فسعد سعادة لا يشقى بعدها. وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن للقرآن في رمضان تأثيرا عظيما على القلوب، وزيادة سلطان على الروح، وغلبة شوق على النفس، والسبب في ذلك أن البدن تهذب وضعفت رغباته المحرمة بالصوم، فقويت الروح وانتفعت بغذاء القرآن والذكر، ودبت فيها حياة الإيمان، وخالطها نور القرآن، وصحت الروح من العلل والأمراض، وتطهرت من الشهوات، واستقام حال المسلم على الخير والهدى والبر والتقوى. وأكد الحذيفي أن العشر الأواخر أفضل ليالي العام، وأن عبادة ليلة القدر أفضل من عبادة ألف شهر، فمن وفق لقيامها فقد فاز، مشددا أن الاعتكاف سنة مؤكدة للتفرغ للعبادة