كُنتُ قد كتبتُ قبل أكثر من سنة عن طالب سعودي يدرس في كندا ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي شارك في سباق ماراثون من أجل دعم أبحاث مرض السرطان. شارك ونجح ورفع علم المملكة العربية السعودية بكل فخر.هذه المرّة سيدخل الوليد سباقاً أكثر صعوبة في بطولة (الرجل الحديدي). يتكون السباق من ثلاث مراحل متواصلة تبدأ بالسباحة لمسافة أربعة كيلو مترات ثم مباشرة قيادة الدراجة الهوائية لمسافة 180 كيلومترا ثم الركض ماراثون كامل لمسافة 42 كيلومترا. على المتسابق أن يقطع كل تلك المراحل بزمن لا يتجاوز 17ساعة. بطولة الرجل الحديدي تعتبر من أعنف السباقات الجسدية في العالم وأكثرها صعوبة ، حيث إن المتسابق يجب أن يُجيد الرياضات الثلاث التي يتكون منها السباق (السباحة، قيادة الدراجات الهوائية، والركض لمسافات طويلة) إجادة تامة وأن يتمتع بلياقة بدنية ونفسية عالية. حسناً ... هناك أبطال سعوديون مثّلوا بلادنا خير تمثيل في المحافل الدولية فما الذي يجعل مشاركة الطالب الجامعي الوليد بن صالح الكعيد استثنائيّة؟ يقول الوليد: " في البداية شاهدت فيلماً عن الأطفال المعاقين وأنا ادرس بكندا وكان الفيلم يحكي قصة ابن معاق لا يستطيع الحركة أو الكلام لكنه بإشارة من يده كتب (أستطيع ) ، وكانت هذه الحركة هي البداية. قرّر والد الطفل المعاق المشاركة في مسابقة الرجل الحديدي وبدأ في التمارين الشاقة لمدة سنتين تقريباَ وقد حقّق والد الطفل مع ابنه المعاق الحلم المطلوب. لذا قررتُ المشاركة في سباق الرجل الحديدي من أجل الأطفال المعاقين كرسالة إنسانية للمجتمع أن الأطفال المعاقين جزء لا يتجزأ منا يجب دعمهم بكل ما نستطيع سواء مادياً أو معنوياً وأعدكم بتحقيق الإنجازات باسم الوطن ". المُحبط في الحكاية أن صاحبنا الوليد ووالده وقعا عقداً مع الجمعية السعودية لرعاية الأطفال المعاقين بحيث تتولى الجمعية تسويق المشاركة في البطولة كأول عربي وسعودي يشارك في مثل هذه المنافسات على الشركات والمؤسسات السعودية على أن يكون دخل رعاية هذه المُشاركة لصالح الجمعيّة، التجاوب من القطاع الخاص كان مخيباً للآمال. رغم هذا سيشارك صاحبنا وسيحمل علم البلاد وشعار جمعية الأطفال المعاقين . تحمّل والده تكاليف المدربين والأدوات لمدة سنة كاملة. موعدنا يوم الأحد القادم 29 أغسطس حيث سيشارك مواطن سعودي بصفته الشخصيّة باسم بلادنا في أعنف السباقات في العالم بكندا.