تستعد طبيبة سعودية متخصصة في «مشكلات القدم الصحية»، للمشاركة ب«ماراثون بيروت» المقبل، المقرر انطلاقه في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في لبنان، بصفة «شخصية»، كأول سعودية تشارك في السباق، الذي يقام تحت شعار «انزلوا عالشارع اركضوا». وقالت المتسابقة السعودية دنيا خليل إلياس، ل«الحياة»: «لم أتلق أي جواب أو اهتمام بشأن تمثيلي للسعودية في «ماراثون بيروت. لكنني سأمثل بلدي بكل فخرٍ واعتزاز، حال صدور الموافقة من الجهات المعنية، وسأشارك بالحجاب في حال تضمنت الموافقة هذا الشرط». ولفتت إلى أن مشاركتها في الماراثون «ليست التجربة الأولى لي، فهي الخامسة، إذ شاركت مُسبقاً في ماراثونات أقيمت بهامبورغ في ألمانيا، وأثينا، والبحرين، ولندن. والآن أستعد للمشاركة في بيروت». ولا تحلم دنيا بالحصول على جائزة الماراثون، وقالت: «هذا مستحيل، فأكثر متسابق براعة يقطع مسافة ماراثون برلين في ساعتين وثلاث دقائق. ويقع مركزي في الثلث الأول، بالنسبة لعمري، إذ أقطعه في نحو أربع ساعات، وسأحصل مثل غيري على ميدالية مشاركة». وتعزو مشاركتها إلى أنها بعد الإنجاب، «شعرت بضيق من وزني، الذي لا يتناسب مع طولي، إذ بلغ وزني آنذاك 67 كيلوغراماً، فيما طولي متر و50 سنتيمتراً فقط. وساعدتني إقامتي في مملكة البحرين، التي تتوافر فيها مساحات مخصصة للجري، على ممارسة رياضة الهرولة». وبدأت حكايتها بعد ان قرأت خبراً عن جمعية «تستقطب مواطنين من جميع أنحاء العالم، للهرولة في ألمانيا. وساعدتني خبرتي في هذا البلد، وهو موطن والدتي، على الاستفسار حول ماهية المشاركة، فبدأت معهم بسباق ثلاثة كيلومترات، ثم ستة كيلومترات، وأخيراً 21 كيلومتراً». وأضافت: «بدأت منذ ذلك الوقت، التدريب لنحو عام ونصف العام، للالتحاق بالماراثون». وأبانت أن الدخول في الماراثون «ليس سهلاً، فالمشارك بحاجة إلى تدريب لشهور، والركض لنحو خمس مرات أسبوعياً، والتدرب على الركض لمسافة 20 كيلومتراً، مرتين أسبوعياً، للتدريب على الحركة، والخضوع لنظام غذائي محدد، إضافة إلى القليل من تدريبات الحديد والظهر والبطن، لتقوية العضلات». وذكرت دنيا، المولودة في مدينة جدة، والتي ترعرعت في مدينة الخبر، وتسكن حالياً، في البحرين، أنها «مستعدة لارتداء الحجاب، وتمثيل السعودية حال الموافقة على تمثيلي لبلدي»، مبينة: «سأشارك الآن بصفتي الشخصية». وإلياس، التي تبلغ من العمر 41 سنة، لم تندم على عدم مشاركتها في ماراثونات سابقة، موضحة أنها تزوجت وأنجبت ولم يكن الوقت حينها «مناسباً، إذ لا يوجد اهتمام في المملكة بهذا النوع من الرياضات». وقالت: «في السعودية الجو مهيأ لبعض الرياضات، مثل السباحة. لكن الأشخاص لا يهتمون». وكشفت ان «عدم وجود فصول لممارسة الرياضة في المدارس السعودية للفتيات، ساعد على زيادة أوزان النساء»، مطالبة ب «الانفتاح على الرياضة، للتقليل من أمراض القلب والسكر». وأضافت: «جاء الوقت للاهتمام بالرياضة، فلم يعد هناك طبيب يستطيع رفع أمراض القلب والسكر وغيرهما، بل يجب الحركة وممارسة الرياضة البدنية»، مشيرة إلى أن وزنها بلغ منذ سنتين، 49 كيلوغراماً، بعد استمرارها في ممارسة الرياضة.