أكد مصدر مطلع في بلدية محافظة القطيف أن تنفيذ أعمال الدفن الجارية حاليا غرب "قناة تاروت" لم تكن منفذة على أرض الواقع لولا وجود الموافقة عليها من قبل البلدية التي خاطبت أمانة المنطقة الشرقية في وقت سابق، وحصلت بدورها على الموافقة من اللجنة الرباعية. وأشار المصدر إلى أن المنطقة أصبحت معزولة ومستنقعا مائيا بعد أن تم تطوير القناة من طريق المشروع الذي يستمر العمل فيه في شكل متواصل، فيما رأت جمعية صيادي الأسماك في المنطقة الشرقية أن أعمال الدفن في المنطقة الجديدة تعد مخالفة للقرارات التي تمنع دفن البحار، والشواطئ على وجه التحديد. وقال نائب رئيس الجمعية جعفر الصفواني ل"الرياض": "إن المنطقة التي تدفن حاليا تعد أهم العوامل البيئية لتكاثر الروبيان والأسماك"، مشيرا إلى أنها آخر منطقة في سواحل القطيف تمثل تاريخ غابة أشجار المانجروف، ف"بدونها لا نستطيع أن نقول مستقبلا أن لدينا في المنطقة غابات مانجروف أسهمت في تكاثر الثروة السمكية". وعلى رغم اعتراض الجمعية على أعمال الدفن، إلا أن البلدية التي تخضع إداريا لأمانة المنطقة الشرقية رأى مسؤولوها أن الدفن صحيح ومطابق للنظام، وأضاف المصدر "قمنا قبل الدفن بمخاطبة أمين المنطقة الشرقية الذي أمر بعد الرجوع للجنة الرباعية بدفن المنطقة المعزولة التي لا يصلها ماء البحر بسبب الحاجز المستحدث"، مشيرا إلى تحول المنطقة لمستنقع تكثر فيه الحشرات بما في ذلك البعوض الكبير الذي كافحته البلدية بالمبيدات الحشرية، إذ تلقت بلاغات من المواطنين تطلب التخلص منه. شاحنة تابعة للمقاول تدفن المنطقة ورأت البلدية أن أعمالها البحرية في المناطق المفتوحة لا تتم، إلا بعد تقديم دراسات وافية عن الموقع، تراعى فيه الجوانب البيئية، ضاربا المثل ب"أخذ الموافقة على تطوير قناة تاروت، ومقترح اللجنة الرباعية بتطوير الفتحات من 250 مترا، إلى 350 مترا"، فيما شددت مسؤولو جمعية صيادي الأسماك على أن أي خطوة أو دفن يجب أن لا تكون إلا بموافقة اللجنة الرباعية، وهذا ما أكدته "الثروة السمكية والأرصاد وحماية البيئة لهم" وأضاف الصفواني "من غير المنطقي أن يعيش البعوض بدرجة حرارة 45 خاصة خلال الشهرين الماضيين، ثانيا أن المياه متحركة والجميع يشهد ذلك عبر حركة المد والجزر في المنطقة، وباقي أشجار المانجروف بجانب شارع أحد وهناك صور توثيقية تدل على ما نقول". وتابع "يجب معاقبة كل من دخل في هذه القضية وخالف النظام فيها، ونطالب بلجنة تحقيق في هذا الجانب، كما يجب محاسبة المجلس البلدي في تغاضيه عن هذا الجانب، خاصة مسؤول المنطقة فيه"، فيما طالب العضو داوود السعيد بأهمية كشف أوراق الموافقة التي يقال انها من قبل اللجنة الرباعية، وأضاف "ما نعرفه أن ليس هناك موافقة من اللجنة الرباعية، ونطالب بعمل لجنة شبيهة بلجنة جدة، إذ يكفينا التجاهل والتلاعب بالنظام". يشار إلى أن "الرياض" قامت بجولة ميدانية سابقة، وكشفت من خلالها عن أن المنطقة مفتوحة من ناحية الشمال، نهاية "مخطط الشبيلي"، كما تسببت أعمال الدفن في نفوق أسماك صغيرة كانت ستتحول إلى مئات الأطنان لو كبرت في شكل طبيعي في بيئتها.