ثلاث تصريحات (تَناقضَ) و(تَضادَ) فيها مدرب فريق الهلال الكروي (جيريتس)، وجميعها تتعلق باعتزال محمد الدعيع (عميد لاعبي العالم). وحينما تناثرت التساؤلات مع إعلان الدعيع عن اعتزاله، نفى جيريتس من موقعه في معسكر النمسا عبر (مركز الأمير فهد بن سلمان الإعلامي) بالنادي أن يكون وضع الدعيع (ثالث) خياراته، وشدد على أنه سيحكم على (جميع اللاعبين) من خلال عطائهم ومستواهم. لكنه، خرج قبل أيام في (العربية)، وقال: "قرار الاعتزال اتخذناه أنا والدعيع وسامي الجابر احتراماً لتاريخه الكبير في الملاعب، حيث قررنا أن يكون حسن العتيبي الحارس الأول في الفريق لهذا الموسم". ومن ثم صرح ل (الحياة) على هامش مشاركة الهلال في بطولة النخبة الدولية بأبها بأنه – أي جيريتس – نصح الدعيع بالاعتزال، مبررا "لأنه لن يكون الحارس الأول في الفريق هذا الموسم، ولاعب بحجم وتاريخ الدعيع من غير اللائق أن يكون على دكة الاحتياط، ولذلك أعتقد أن الأفضل له الاعتزال". وفي الأصل راج أن الدعيع (أُجبر) على الاعتزال بسبب تعامل جيريتس معه في الموسم الماضي، وواكب ذلك قبل بداية المعسكر بنحو ثلاثة أسابيع أن الدعيع (طلب مخالصة) راغبا في اللعب لناد آخر، وحينها تكاثرت الأخبار، وعقد اللاعب أكثر من اجتماع مع رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد.. وفي النهاية أصبح أمام خيارات من بينها الاعتزال أو الاستمرار وإثبات نفسه (مع مدرب لايرغب فيه)، والجملة (المقوسة) ترددت آنذاك، ونفيت، لكن جيريتس وثقها على نفسه من خلال تصريحيه الذين أشرت إليهما سلفا!!! لاشك أن حسن العتيبي أثبت نفسه وتألق وكان عند حسن ثقة مدربه، لكن التفريط – دون مبررات مقنعة – في حارس خبير كالدعيع في هذا الوقت أمر محير!! كان من الحكمة بقرار أن يبقى الدعيع على الأقل في دوري آسيا، فالبدلاء للعتيبي ليس لديهم الخبرة التي تعزز قوة الفريق في مثل هذه المناسبة، مع التأكيد على أنه قد يبرز حارس من الاحتياطيين. وفي المقام ذاته أستغرب كثيرا أن يقول مدرب خبير كجيريتس (ليس من اللائق أن يلعب الدعيع احتياطيا)..!! فالمدرب كي يعزز خطط نجاحه لابد أن يكون لديه احتياطيين أقوياء بعضهم يُستعان بهم في أوقات حرجة أو في مباريات خاصة جدا. ودون أن أغفل اجتماع الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالدعيع، كان عليه ومساعديه القياديين أن يعملوا بقوة على أن يبقى الدعيع حتى انتهاء مهمة آسيا التي قدمت الإدارة الغالي والنفيس، وهي على استعداد تام أن تدفع الكثير وتضخي بأي شيء طمعا في حيازة البطولة. ومع ذلك ربما يُعذر المدرب والإدارة إذا كان الدعيع (لايقبل) أن يلعب احتياطيا، أو أنه بادر إلى سلبيات قد تخل بالعمل القوي والاحترافي والمميز والانضباطي منذ العام الماضي. الأكيد أن جيريتس أعاد الهلال إلى إبهاره ورونقه الهجومي الجذاب، لكن أيضا يسجل ضد عمله إصراره على جلب وليد الجيزاني الذي لايختلف عن لاعبين آخرين في التكوين والقدرات، ومع ذلك يصر بقوة على إشراكه خارج الصندوق، وأن يكون ياسر داخل الصندوق مع أن ياسر لاعب شمولي وينجح خارج الصندوق وداخله، في حين أن الآخرين: المحياني، العنبر، الصويلح، والجيزاني ميزتهم الأهم (رأس حربة تقليدي).!!!