تابعت "الرياض" الأصداء التي أثارها التوجيه الذي بعثه وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة لمدير القناة الثقافية الأستاذ محمد الماضي بضرورة عرض الأفلام السعودية. وقد غلب الشعور بالارتياح على السينمائيين الشباب تجاه هذا القرار التاريخي وجاءت انطباعاتهم متفائلة بمستقبل مشرق للسينما السعودية. وهذه هي ردودهم التي كشفت جانباً مهماً من رؤيتهم تجاه تطوير قطاع السينما في المملكة: خالد ربيع: لابد من تكوين لجنة لاختيار الأفلام.. والجمهور سيصدم في البداية! في البداية أكد الكاتب السينمائي خالد ربيع بأن القرار "سيعمل على زيادة الإنتاج السينمائي، ولكن بقدر ما يبشر هذا القرار بإنفراج في السينما السعودية الوليدة، وإشراك الجماهير في مشاهدة ما ينتجه الشباب من أفلام، وأيضاً بقدر ما سيحدثه القرار من تنامي حركة الإنتاج والتي بدورها قد تؤدي إلى دخول صناعة السينما السعودية إلى مرحلة جديدة، وهي مرحلة حث وتشجيع قطاع الأعمال والاستثمار التجاري الفني في إنتاج الأفلام، وهو الأمر المأمول والمنتظر، أقول بقدر كل ذلك أخشى أن يصبح تركيز المشتغلين بالسينما على الإنتاج من أجل التلفزيون، رغم أنه إلى ما قبل صدور القرار كان الاهتمام منصباً على الإنتاج بغرض المشاركة في المهرجانات الخليجية والعربية، والمهرجانات دائماً تخلق وعياً ومنافسة وإثراء، بسبب تواجد المهتمين من النخبة، لذلك مسألة الإنتاج المخصص للتلفزيون قد تؤدي إلى تراجع فني وتسارع في الإنتاج الكمي على حساب النوعي، التلفزيون يعني قاعدة جماهيرية مفتوحة، وهو للمخرج الشاب يعني قاعدة شهرة وترويج وانفتاح على الجماهير العريضة، هذا الإغراء الإعلامي والتسويقي بالنسبة للمخرج الشاب ربما حجب عنه أو جعله يبتعد عن التركيز في تجويد أدواته وصقل مهاراته، ويصبح شاغله الإنتاج كيفما اتفق طالما أن هناك قناة تشتري وتعرض وتتبعها شهرة تتحقق، لذلك أتمنى من رئيس القناة الأستاذ محمد الماضي تشكيل لجنة لمشاهدة الأفلام واختبارها قبل شرائها وعرضها، الأمر الآخر الذي أرجوه هو رصد الصحافة بكل وسائلها لانطباعات الجماهير الحقيقية تجاه الأفلام بعد عرضها، وأعتقد أن الجماهير ستفاجأ بهذا المنتج (الفيلم السعودي) إذ يعتقد الغالب من الجمهور أنها أفلام مكتملة، وأقصد بكلمة مكتملة: محققة للمعايير السينمائية الجدية التقليدية ومكتملة العناصر الفنية، ولا يظنون بأنها أفلام في طور التجريب، لم تحقق في معظمها شروط الفيلم المقبول، والدليل أنها أصبحت تشارك بغزارة في المهرجانات ولا يلفت النظر إلا فيلم أو فيلمين، فالمخرجون السعوديون لا زالوا في مرحلة تجريب أدواتهم ورؤاهم عن أنفسهم متضخمة، رغم إدراكهم لمحدودية تجاربهم وحتى وإن كابر البعض وأعتقد بأن أعمالهم مكتملة". عبدالله آل عياف: القرار يمثل دعماً معنوياً لصناع السينما ويكمل خالد ربيع "ورغم ما حققته بعض الأفلام من جوائز في مهرجانات إقليمية فيجب أن نعي جميعاً أننا في مرحلة التجريب، لذا أتوقع أن العرض التلفزيوني ستصاحبه صدمة جماهيرية، فهي غير معتادة على فيلم طوله دقائق قليلة يتبع آلية تجريبية، أخيراً أتمنى أن يدفع هذا القرار بالإنتاج الوثائقي والتسجيلي المخصص فعلاً للتلفزيون". عبدالله آل عياف في حين قال المخرج عبدالله آل عياف الفائز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان الخليج السينمائي عن فيلمه "عايش" "بلا شك أن هذا القرار يمثل دعماً معنوياً بالدرجة الأولى، فالوزارة تقول للسينمائيين بشكل صريح أنهم موجودون وأنها تقف خلفهم وتقدر جهودهم التي بذلوها في صنع أفلامهم. كما أنها ستزيد من حرص المخرجين والمخرجات على الارتقاء بجودة أعمالهم في الشكل والمضمون لتكون مناسبة لمعايير القنوات السعودية، والأهم هو أننا سنقوم بصناعة أفلامنا ونحن نعلم أنه بإمكاننا -أخيراً- أن نعرض تلك الأفلام للناس جميعاً بدلاً من جمهور المهرجانات خارج البلاد فقط". ممدوح سالم وقال مدير مهرجان جدة السينمائي المخرج ممدوح سالم "يعد توجيه معالي الوزير اعترافاً رسمياً وشرعياً بالعمل السينمائي وبالعاملين فيه وستتيح هذه الفرصة دعماً أكبر للمخرجين السينمائيين وذلك من خلال عرض أفلامهم على قناة رسمية ممثلة في القناة الثقافية وستكون الأفلام السعودية رافداً مهماً ومميزاً للقناة وسيتمكن المشاهد السعودي من متابعه أفلام مواطنيه بشكل مباشر حيث اقتصر عرض الأفلام السعودية على المشاركات الدولية والمهرجانات في الفترة الماضية ولكن توجيه معالي الوزير سيفتح أبواباً جديدة لدوران عجلة الإنتاج السينمائي السعودي وهي الخطوة التي كنا ندعو لها مراراً وتكراراً وأتمنى ألا نكتفي بالأفلام القصيرة فقط بل نحن بحاجة إلى أن نخرج من قوقعة الأفلام القصيرة لصناعة الأفلام الطويلة حتى يصبح لدينا إنتاج سينمائي حقيق بعيداً عن الإنتاج الفردي المستقل وهذا بحاجة ماسة لأن تتعاون الوزارة مع جهة مختصة تساهم في دعم المشروع السينمائي وتعمل على إعداد الخطط الاستراتيجية والميزانيات اللازمة والكوادر المدربة لنصل إلى فن صناعة السينما". وشكر ممدوح سالم معالي وزير الثقافة والإعلام لدعمه مشروع السينما والنهوض به. ووصف ممدوح معالي الوزير (بالوزير المتميز) نظير ما حظي به من تواصل خلال صفحته على الفيس بوك ونشره لتوجيه عرض الأفلام السعودية على صفحته الخاصة والتي تعتبر سابقة من نوعها أن يصدر وزير توجيهاً يطلع عليه المواطن والموظف والمسئول في آن واحد". ويرى الكاتب فهد الاسطا بأنها مبادرة تستحق الإشادة "ففي البداية لابد من الإشادة بالمبادرة الرائعة التي جاءت من الوزير خلال استقباله وتكريمه لفيلم سعودي فائز مما يدلل على مستوى الاهتمام والتشجيع الذي ينتظر السينما السعودية مع وزير الثقافة والإعلام ثم هناك الخبر الجميل بعرض الأفلام السعودية على القنوات وهذا بكل تأكيد سيعزز مكانة السينما في السعودية كصناعة وليدة ويعطي حافزاً آخر للعاملين في هذا المجال لإثبات قدراتهم والتعبير عن رؤاهم وأفكارهم من خلال هذه الأعمال الفيلمية بكل ثقة واطمئنان، لكني لا أريد أن أفرط بالتفاؤل كثيراً في الحقيقة فكلنا نذكر مصير مسابقة الأفلام السعودية التي أقيمت في الدمام والتي وجدت رعاية كبيرة من الوزارة في وقت سابق لكنها اختفت الآن وكأنها لم توجد، وكشخص مهتم بالسينما ومساهم في العديد من الإنتاجات الفيلمية مع مجموعة من الأصدقاء أتمنى أن نعرف بشكل واضح ومحدد كل المساحات الحرة التي يمكن أن نتحرك من خلالها!.