منذ سنوات ليست بالقليلة لم يمض على الشباب موسم عصيب كما مر عليه الموسم المنصرم قياساً بالظروف الصعبة التي تكالبت على الفريق وجعلته يخرج بحصيلة لم تكن مرضية لعشاقه على الإطلاق؛ من بينها تتابع الإصابات والتي أنهكت قواه بصورة لافتة للنظر، حتى أسهمت في إيقاف انطلاقته نحو المنافسة على لقب بطولة دوري المحترفين السعودي، والبطولات الأخرى؛ فخرج ببطولة أولمبية، وترشح لدور الثمانية لبطولة الأندية الآسيوية من عنق الزجاجة. التعاقدات الأجنبية: كانت التعاقدات الأجنبية موفقة مع الأنجولي الهداف فلافيو، واستمرار المايسترو البرازيلي كماتشو؛ أما لاعب الوسط الليبي طارق التائب فلم يجد فرصة واسعة للمشاركة لغيابه المتكرر بداعي الإصابة؛ في حين لم يأخذ الاسترالي آدم مساحة كافية من الزمن لإثبات قدرته، أما الكويتي مساعد ندا رغم اجتهاداته الواضحة؛ إلا أنه لم يكن بحجم طموحات الشبابيين؛ فضلاً عن أنه كان يلعب في متوسط الدفاع وهو اللاعب الذي عرف عنه التواجد على الطرف الأيسر. البداية القوية: سوء الإعداد ومجاملة بعض اللاعبين وراء النتائج المتواضعة على غير عادته السنوية بدأ الشباب موسمه بقوة فحقق نتائج إيجابية، وظل منافساً على الصدارة مزاحماً للهلال، والاتحاد، وبعد تنحي الأخير باكرا بعد تبعات إقصائه من نهائي دوري أبطال آسيا؛ ليبقي المنافس الوحيد إلى أن تعرض غالبية نجومه لإصابات عدة، ومختلفة تتابعت بشكل لم يسبق له مثيل على أي نادي رياضي في العالم؛ فابتعد عن المنافسة، وحفظ ماء وجهه ببطولة كأس الأمير فيصل، وبقي يصارع على بقية البطولات إلى أن خرج منها خالي الوفاض وسط سخط جماهيري من بعض الأخطاء التي حدثت، وكلفت الفريق الشئ الكثير. أبرز الأخطاء: لم يوفق الشباب بجهاز فني جيد فبالرغم من اجتهادات البرتغالي باتشيكو إلا أن عمله كان عليه الكثير من الملحوظات السلبية التي أسهمت في تدني مستوى الفريق. لم تكن التعاقدات الأجنبية بمحلها سوى الانجولي فلافيو إذا ما أخذنا بالاعتبار أن الحاجة كانت لمتوسط الدفاع، ولاعب محور وحتى مع حضور ندا في الفترة الثانية لم يكن اللاعب اللافت رغم اجتهاه كثيراً. الإصرار الغريب على بعض الأسماء غير الفاعلة فنياً على غرار بدر الحقباني، والعبيلي، والمرحوم، والخيبري، والدوسري؛ فالشباب يبحث عن منصات التتويج، وتسجيل الإنجازات، وليس المشاركة فحسب هكذا تراه جماهيره الحالمة، والمتطلعة دائماً للمزيد من النجاحات. الثغرة الكبيرة في الخط الخلفي كانت واضحة منذ أكثر من ثلاثة مواسم، واتفق عليها جميع النقاد، والمحللون ولم تجد حلاً حتى الآن رغم أنها ليست معادلة رياضية صعبة، ولا كيميائية معقدة فكل ما في الأمر استقطاب مدافع متمكن يمتلك إمكانات بدنية، وفنية عالية، ولاعب محور بارز يساعد على إغلاق هذه الثغرة، والتي تكشف مرمى الشباب في الكثير من المباريات، وهي تؤكد خللاً دفاعياً واضحاً لا يقبل الجدل، والمناقشة. عدد من الأسماء الصاعدة لم تأخذ فرصتها في ظل تراكم الإصابات؛ لعل الأبرز من بينها فهد حمد، وهادي يحيى اللذين يمتلكان إمكانات عالية رغم الحاجة الماسة لخدماتهما. الأبرز: إذا ما أردت أن تقيم العمل كاملا سواء على مستوى الجهاز الفني أو اللاعبين المحليين والأجانب؛ فستجد الأبرز من بين هؤلاء أحمد عطيف، ووليد عبدالله، وعبدالله شهيل، والقاضي (رغم غيابه الكبير)، وكماتشو، وفلافيو؛ فهؤلاء قدموا مستويات فنية رفيعة، وحافظوا عليها طوال الموسم فاستحقوا النجومية في الكثير من المباريات نظير تألقهم اللافت، وإسهامهم البارز في خدمة (الأبيض) مهما كانت أحواله العامة، فيما كان مدير الفريق الخلوق خالد المعجل يقدم عملاً إدارياً مميزاً ساعده قربه من اللاعبين، وعلاقته الأخوية بهم، وحرصه الكبير على توفير أجواء أسرية جميلة تعطيهم الدافع لبذل المزيد من الجهد، والعطاء. حصاد الموسم: كان المركز الرابع في بطولة الدوري، والفوز ببطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، والخروج من دور الأربعة لبطولة كأس ولي العهد، والمركز الرابع في كأس الأبطال، والترشح لدور الثمانية لبطولة الأندية الآسيوية بعد معاناة كبيرة، وكم كبير من الإصابات ألزمت ناصر الشمراني الابتعاد غالبية الموسم، وكذلك الحال لعبده عطيف، وفلافيو نهاية الموسم؛ لينضموا جميعاً لماجد العمري (الغائب منذ الموسم الماضي)؛ فضلاً عن الإصابات الطويلة التي غيبت كماتشو، والتائب،والقاضي، وشهيل، والمولد، واليوسف، والأسطا. ظروفنا الصعبة أكد مدير الكرة بنادي الشباب خالد المعجل أن فريقه بدأ الموسم بداية جيدة جداً وحقق نتائج متميزة، ونافس بقوة على بطولة دوري زين، وقال:"عندما تقف الظروف أمامك، ويفقد فريقك كما كبيرا من الأسماء الهامة، والمؤثرة في وقت حرج من المؤكد أنه سيتعرض لاختلال في التوازن، والإصابات التي تعاقبت على النجوم ساهمت في تعطيل مسيرته، وتوقف انطلاقته في الدوري عند حد معين؛ على أمل المنافسة على البطولات الأخرى، والتي حضر فيها وقدم مستويات جيدة". وأضاف: "الفريق حقق كأس الأمير فيصل وخرج من الدور قبل النهائي لكأسي الملك وولي العهد، وعقب ذلك ترشح لدور الثمانية لبطولة آسيا، وهذا يعتبر معقولا عطفاً على الظروف الصعبة، أما اللاعبون الأجانب فكانوا جيدين، ولم تتح الفرصة كاملة لطارق التائب باعتباره تعرض هو الآخر لإصابة صعبة غيبته كثيراً عن الملاعب، والجميع يتفق على قدراته الفنية العالية". وختم: "نتأمل في الموسم المقبل أن تلافى بعض السلبيات، التي حدثت من خلال العمل الجاد المنظم، والذي بدأته إدارة النادي باكراً بمعسكر على مستوى عال، ومدافع له اسمه المعروف يمتلك إمكانات فنية كبيرة، ونأمل أن يظهر الشباب كما يعرفه الجميع وأن يظل منافساً على كل البطولات".