واجه فريق الشباب الموسم الحالي ظروفاً صعبة لو مر بها أي فريق آخر لما نجح في خطف بطولة أو نافس على أخرى، فالعناصر التي تعرضت للإصابة في الشباب كلها من العناصر المؤثرة إلى درجة كبيرة على الصعيد الفني، ولا أحد يناقش في هذا الأمر، فاسماء مثل عبده عطيف وطارق التائب وفلافيو وكماتشو ونايف القاضي كافية لخنق قدرات أي فريق أو خلط أوراق أي مدرب، لكن الشباب نجح بنجومه في تجاوز أزمة الغياب، ليؤكد أنه رائد الكرة الجماعية محلياً، وليؤكد أيضاً أن من أطلق عليه لقب برشلونة السعودية لم يخطئ. تخيلوا معي الهلال من دون ويلهامسون ورادوي واسامة هوساوي، تخيلوا معي الاتحاد من دون محمد نور ومناف أبو شقير وهشام أبو شروان. أزمة الشباب لم تقتصر على الغيابات والإصابات، بل أزمة «التعاقدات» التي اثرت في الفريق، فاللاعب الآسيوي لم يكن مجدياً، ولم يصنع الفارق الذي يحتاجه «الليث» فاللاعب الأسترالي آدم جيرفتيس لم يكن ناجحاً، وأضاع على الشباب خانة كان في أمس الحاجة لها في ظل الظروف التي مر بها. «شيخ الأندية» نجح في خطف أولى بطولات الموسم ونافس على لقب الدوري وها هو ينافس على لقب كأس ولي العهد على رغم كل الظروف التي مر بها، ليؤكد نجاح التوليفة الشبابية إدارياً وفنياً وعناصرياً، فالجماعية ليست داخل المستطيل الأخضر فقط، بل هناك جماعية أيضاً خارج الملعب، وهي السر وراء نجاح أي فريق أو فشله، ولو دققت النظر في الفرق التي تخوض المنافسات لعرفت ما هي الفرق التي تمتاز بهذه الخاصية، ولعرفت ما هي الفرق التي لا تمتلك هذه الميزة، فالبطولات لها مهر. مباراة الشباب اليوم أمام الأهلي مباراة صعبة، فالفريق الأهلاوي تواق إلى الذهب وشكل الفريق الفني اختلف كثيراً بعد التعاقدات الأخيرة، التي صنعت الفارق في الأهلي، وهو لا يعاني غياباً بحجم الغياب الشبابي، خصوصاً إذا صدقت الأنباء التي تتحدث عن إصابة عبدالعزيز اليوسف والتي ستكون غياباً جديداً في صفوف الشباب يضاف إلى لائحة الغياب الشبابية. أخيراً، سأعود إلى أن اللاعب الآسيوي كان مشكلة شبابية هذا الموسم، والإدارة تتحمل مسؤوليته، فقد خيب ظنها وظن جماهير «الليث»، وفي الوقت ذاته سنشيد بالجماعية لنجوم الفريق التي أكدت أن «الشباب بمن حضر». [email protected]