ضرب الشباب أكثر من عصفور بحجر واحد بعد تحقيقه كأس الأمير فيصل بن فهد في نسختها ال25 بعد فوزه على الهلال بنتيجة 2-1. ونجح الشبابيون أولاً بتحقيق أولى بطولات الموسم على حساب غريمهم الجديد على البطولات فريق الهلال، ثم الاحتفاظ بلقبهم الذي حققوه في الموسم الماضي على حساب النصر، وكذلك بتعويض خسارتهم لبطولة الدوري التي بدأت تلوح بوضوح في أفق الهلاليين الذي باتوا قاب قوسين أو ادنى من تحقيقها. وبالإضافة إلى تلك المكتسبات فقد نجح الشباب في معادلة غريمه النصر في سجل البطولات الرسمية برصيد 21 بطولة لكل منهما، وهو ما يعني لأنصار النادي كثيراً، لاسيما بعد أزمة التصريحات بين رئيسي الناديين على خلفية قضية "معادلة الكبار" في تاريخ الكرة السعودية. وكان رئيس الشباب خالد البلطان قد أطلق تصريحاً فجر من خلاله "قنبلة إعلامية" إذ أعاد من خلاله تشكيل معادلة "الكبار" على مستوى الاندية السعودية والتي أدخل فيها ناديه إلى جانب فريقي الهلال والاتحاد، وذلك على حساب فريقي النصر والأهلي، اللذين كان يصنفان من بين الأندية الأربعة الكبار. ورغم إن البلطان سعى بعد التتويج باللقب إلى عدم العودة لتصريحه السابق الذي أثار لغطاً كبيرا في الوسط الرياضي السعودي، بيد انه عاد ليؤكد على أن "لا يصل للبطولات إلا الكبار". ويعتبر وصول الشباب لنهائي كأس الأمير فيصل بن فهد هو التأهل الخامس على التوالي على مستوى البطولات المحلية بعد تأهله لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين مرتين على التوالي موسمي 2007 و2008، وتأهله لنهائي كأس الامير فيصل بن فهد في الموسم الماضي إلى جانب تأهله لنهائي كأس ولي العهد. باتشيكو فرحا بالإنجاز وبالإضافة إلى تلك المكتسبات الثمينة التي خرج بها فريق الشباب فإن استعادة لاعبي الشباب ثقتهم في أنفسهم تعد من النتائج الإيجابية التي خرجوا بها من تحقيقهم لكأس الأمير فيصل بن فهد، بعد أن عاش الفريق وضعاً صعباً خلال مسيرته في الدوري، حرمته من إكمال منافسته للهلال على اللقب، وذلك جراء الظروف الصعبة التي تكالبت على الفريق، وأهمها سلسلة الإصابات التي عانى منها أبرز لاعبي الفريق، كالمحترفين الليبي طارق التايب، والبرازيلي كماتشو، بالإضافة إلى المهاجم ناصر الشمراني، وقبلهم جميعاً لاعب الوسط عبده عطيف الذي حرمته إصابة الرباط الصليبي من تمثيل فريقه منذ بداية الموسم، فضلا عن خسارة الفريق للاعبين أجنبيين هما الاسترالي آدم الذي ألغي عقده مبكراً لعدم تقديمه ما يشفع له بالاستمرار، والأنغولي أمادو فلافيو الذي غادر الفريق لتمثيل منتخب بلاده في كأس امم أفريقيا. وأكد خالد البلطان وهو في غمرة فرحته باللقب الجديد بأن تحقيق كأس الأمير فيصل يعني له الكثير، خصوصاً في ظل الظروف التي عاشها الفريق، مؤكداً بأن أي فريق كان سينهار لو تعرض لظروف كالتي تعرض لها فريقه. وقال: "معاناتنا مع الإصابات كانت لا تحتمل، وهي التي أدت لتعرض الفريق لهزة عنيفة في سباقه مع الهلال على اللقب، إلى درجة أننا لعبنا ضد الرائد وفريقنا يفتقد لثمانية لاعبين أساسيين". وكشف البلطان بأن فريقه ضحى بنتيجة مباراته الأخيرة في الدوري مع الحزم من أجل تحقيق كأس الأمير فيصل بن فهد. وأثبت الشباب بفوزه على الهلال وتحقيقه للكأس بأنه لا يتعكز على لاعب أو اثنين، إذ رد بهذه البطولة على من اتهمه بأنه يستمد قوته من لاعبيه الأجانب، في إشارة إلى تأثره بغياب الثلاثي (التايب وكماتشو وفلافيو). وقال مدير الكرة خالد المعجل: "مكاسبنا من هذه البطولة كثيرة، لقد استعدنا ثقة جماهيرنا بعد معاناتنا مع الاصابات في الدوري، والتي استنزفت منا الكثير من النقاط، وأفقدتنا المنافسة على اللقب، وقبل ذلك أكدنا أن فريقنا كبير باللاعبين الأجانب وبدونهم، ورددنا المشككين الذين سعودا للتقليل من قيمة لاعبينا المحليين" وأضاف: "لقد خسرنا الدوري، وعوضناه بكأس الأمير فيصل، وأمامنا بطولتان محليتان، بالإضافة إلى دوري أبطال اسيا، وسنعمل من أجل تحقيقهم". وانصفت البطولة مدرب الفريق البرتغالي جايمي باتشيكو الذي طالب أنصار النادي بإقالته بعد النتائج المتواضعة التي خرج بها الفريق في جولات الحسم بالدوري، على الرغم مما عاناه المدرب بقدانه لأبرز العناصر في تشكيلته الأساسية، ولولا إدراك إدارة النادي بقيمته الفنية لكان قد حزم حقائبه وغادر النادي. تتويج الشباب واكد باتشيكو أن هذا البطولة تحديداً تعد من أهم البطولات التي حققها في مشواره التدريبي، لافتاً إلى أن قيمتها تأتي من حجم الصعوبات التي مر بها حتى بلوغه للنهائي. وقال: "هذه البطولة ولدت من رحم المعاناة، لقد عشت ظروفاً مع الفريق لم أعشها مع أ ي نادٍ سبق لي تدريبه، فالإصابات كانت تتسابق لحصد لاعبي فريقي الواحد تلو الآخر، إلى درجة أنني خشيت أن ينتهي الموسم دون أن اجد حولي لاعباً واحداً". وينتظر الشباب استحقاقين محليين صعبين، فبالإضافة إلى كأس ولي العهد الذي يسعى الفريق لتحقيقه بعد غياب طويل عن ملامسته، إذ لم يحققه منذ 11 موسماً حيث كان آخر عهده به في العام 1989، وهو الذي حقق اللقب ثلاث مرات، بالإضافة إلى كأس خادم الحرمين الشريفين للاندية الأبطال الذي يسعى الفريق للاحتفاظ به بعد تحقيقه له في أول نسختين له عامي 2007 و2008، وإلى جانب هذين الاستحقاقين فإن الشباب يتطلع لتحقيق دوري أبطال اسيا لأول مرة في نظامه الحالي بعد أن كان قد حقق بطولة آسيا لأبطال الكؤوس عام 2001.