احتفل موقع يوتيوب مؤخرا بمرور خمسة أعوام على تأسيسه من قبل البنغالي الأصل؛ جاويد كريم؛ واثنين من أصحابه، حيث جاءت الفكرة لهم بعد أن قاموا بتصوير أنفسهم في حفلة عشاء أقيمت في إحدى ليالي سان فرانسيسكو والتي ما مثلها ليالي في نظر الثلاثة، إذ بعد عودة كل واحد منهم الى شقته، لم يستطع صاحب الكاميرا من ارسال الملف لصاحبيه عبر البريد الالكتروني؛ لكون حجم ملف الفيديو كبيرا جدا، مما جعلهم يفكرون تلك الليلة في طريقة لرفع ملف الفيديو؛ عبر موقع ما؛ يمكن للثلاثة مشاهدته، فجاءت الفكرة وكان موقع يوتيوب قبل خمس سنوات، وليصبح اليوم ثالث أكبر موقع يتم زيارته عالميا بعد قوقل وفيس بوك حسب تصنيف أليكسا. إن يوتيوب لم يكن ليكتب له هذا النجاح الباهر لو لم تشتره قوقل من قبل بقيمة مليار وستمائة مليون دولار عام 2006، وقوقل كانت صائبة بشرائها لهذا الموقع رغم وجود خدمة مشابهة لديها وهي قوقل فيديو وقتها، وهو ما يميز ذكاء قوقل التجاري، فهي أولا اشترت الأشهر وقتها وهو يوتيوب، فهي بذلك قتلت منافسا لمنتجها فيديو قوقل، وأيضا قوقل اشترت الأفضل الذي لديه آخر التقنيات في مجال الفيديو، وهي بذلك الوقت للدخول الى عالم الفيديو بصورة حترافية. إن اجتهاد أصحاب يوتيوب عاد عليهم بالنفع، ولو كانوا متخاذلين او مترددين في تفعيل فكرتهم لفاتتهم الفرصة، ولوقع اختيار قوقل على شركة أخرى، وعندها سيكون مجال يوتيوب الى الإفلاس لا محالة، فيوتيوب بدون محرك قوقل للبحث ودعمه المالي ما كان يستطيع مقاومة المصاريف حتى الان. من عجائب يوتيوب، أنه يقدم ملياري مقطع يوميا لمشاهديه، ولو افترضنا أن متوسط طول المقطع دقيقتين، فان ذلك يعني، أربعة مليارات دقيقة تم مشاهدتها، وكأنها مليونان وسبعمائة قناة تلفزيونية تبث أربعا وعشرين ساعة، وهو يعني انتاجا ضخما يوازي ما تنتجه شركات الانتاج في سنين، وهو أمر يؤكد أن يوتيوب، ليس مجرد قناة تلفزيونية اضافية، بل هو توجه جديد في اعلام متغير ومتجدد. لا يزال يظن كثيرون أن يوتيوب هو للترفيه واللهو والضحك فقط، وهو مع ذلك فيه الدورات التدريبية المسجلة في كل الفنون، وفيه المحاضرات العلمية بكل أطيافها، وفيه الافلام الوثائقية، وفيه القنوات المتعددة سواء المؤسساتية أو تلك الفردية، أما القضايا الاقتصادية والسياسية والثقافية فيه فحدث ولا حرج. من غرائب يوتيوب، أنه في كل دقيقة، يتم تحميل ملفات فيديو مدتها أربع وعشرون ساعة من شتى أنحاء العالم، بمعنى أنه منذ قراءتك لهذا المقال تم رفع ملفات مدتها لأربع وعشرين ساعة، ولك أن تتخيل حجم الكم المعلوماتي المرئي الذي يتم رفعه في يوم أو في شهر او في سنة، أنه حجم هائل ومعظمة من صنع الأفراد وليس من شركات الانتاج الإعلامي.. فتأمل! وختاما، ومن باب الاحصاءات لأكثر المقاطع مشاهدة، فقد وصل مقطع (Charlie bit my finger) الى أكثر من 192 مليون مشاهدة وهو يعد من أكثرها مشاهدة، بينما لم يتجاوز مقطع (الحياة الرقمية) حاجز 1500 مشاهدة، فدعواتكم ودعمكم !.