بدت أرقام متعاطي ومروّجي المخدرات مخيفة في مانشيت صحيفة عكاظ يوم الثلاثاء الماضي وهي تحذر وفقا لدراسة ميدانية أجريت لصالح مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية من تزايد احتمالات جرائم المخدرات بنسبة 9% سنويا ما لم تتضافر الجهود مجتمعيا واقتصاديا وأمنيا للتصدي لهذه الظاهرة بقوة . هل الخبر يفسر تزايد جرائم قتل واعتداءات غير مبررة بتأثير المخدر ؟ تفاصيل الدراسة تبين ان عدد مروجي المخدرات في المملكة بلغ نحو,90,3 ألف مروّج, منهم 59,6 سعوديون,فيما بلغ وصل عدد المتورطين بالتهريب إلى 20,3 ألف مهرب تسببوا فيما بينهم جميعا في إدمان 270 ألف متعاطٍ خلال ال 25 عاما الماضية . هذا هو المعلن عن القضية ولكن من المؤكد بأن هناك اعدادا لم تصل اليها الدراسة بعد . بين يديّ قصاصة خبر صحفي يقول بأن شرطة جدة أوقفت وافدين من الجنسية الافريقية إثر تورطهم في قضايا ترويج مادة الحشيش المخدر حول مدارس البنين ...نعم حول المدارس وغير الحشيش من حبوب وغيرها من انواع المخدرات كي تضاف ارقام مستجدة يوميا إلى قائمة المتعاطين . ومنذ قريب نجحت الاجهزة الامنية في توقيف 195من 8 جنسيات في خلال أربعة أشهر حاولوا تهريب 8 ملايين حبة كبتاجون و 2,72 طن من الحشيش و20,8 كيلوجراما من الهيروين إلى السعودية . ويقول المتحدث الامني اللواء منصور التركي ان بعض المهربين استخدموا اساليب جديدة مبتكرة في التهريب مخفية في لفائف ورق حائط وأقمشة نسائية وداخل ادوات معدنية مخصصة للاستخدام في أعمال نشر الحديد وفي معدات لصنع الحلوى والمعجنات وفي مكعبات صابون. مشاهد مصورة بثها التلفزيون في حينها . وقد أشار سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني ووزير الداخلية في كلمته للندوة الاقليمية الاولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات بأن المملكة في مقدمة الدول المستهدفة بأعمال المروجين والمهربين لهذه الآفة الخطيرة مما جعلها تعتمد على منهجبة العمل الوقائي للحيلولة دون تمكين مهربيها ومروجيها من الوصول بها إلى المملكة . وقضايا القبض من قبل رجال المكافحة على المخدرات ومهربيها المتكرر يشهد على تميز منظومة العمل الوقائي داخل هذا القطاع الذي يتولى مواجهة طوفان التهريب والتخريب للاجيال. بقي ان نتساءل مع كل أطياف المجتمع أليست مكافحة المخدرات قضيتنا كلنا ؟ أليست في حقيقتها حربا يجب ان نستعد لها جميعا ؟ لقد كان من المثير للاهتمام ان نستوعب امكانية تورط دول في تهريب المخدرات كما جاء في تصريح لمدير عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان الذي ذكر " قد يكون هناك دول ولا نستبعد ذلك ,لأن هناك من يفكر بصراع حضارات وأمم وغيرها قد يتخذ هذا الاسلوب لاغراق المنطقة بهذا الامر ." وفي رأي الفريق ضاحي كما نشر في جريدة الحياة بأنه رغم ان ضبط الجهات الامنية المخدرات قبل ترويجها يثبت المكافحة الصارمة التي تنتهجها المملكة خصوصا في ظل استهداف منطقة الخليج بأكملها بشكل يمكن وصفه بالخطر لان هناك من يريد استهداف منطقة الخليج والإضرار بالنشء إلا ان المكافحة وحدها لا تكفي ويجب ان يكون لدينا في الخليج دور تربوي وتوعوي كبير للحد من الممارسات الخاطئة . لقد لاحظتُ في معرض تأملي لانواع التوعية كم بدت لقطة مدمن يعاني من عوارض انسحابية وهو يرتعش دون توقف صادمة أثناء مشاهدة افتتاح المؤتمر وظننت معها كم من شاب او مراهق يطلع عليها مرئيا سوف تنفره من محاولة الاقتراب . ان معظم الوصايا الاعلامية تأتي في صور ثابتة او حوارات مما يجعل المتلقي المستهدف بالتوعية إما يمل الكلام او يعبر الصور بيقين انه لن تحدث له هذه النهايات. ولكن مشاهدة ما يحدث للمدمن من دمار اثناء الحديث قد يكون أكثر تأثيرا ووصولا .