ساد الهدوء أرجاء مدينة بيساو عاصمة غينيا بيساو أمس الجمعة، بعد يوم واحد من تمكن جنود منشقين من احتجاز رئيس وزراء البلاد وقائد القوات المسلحة. وقالت وكالة الأنباء البرتغالية "لوسا" إن المحال التجارية في العاصمة بيساو استأنفت نشاطها بعد أن اضطرت للإغلاق وسط أحداث الأمس، وشوهد عدد محدود من الجنود في شوارع العاصمة. وقالت "لوسا" إن المناخ يسوده هدوء مشوب بالتوتر، رغم أن مصير رئيس الوزراء كارلوس غوميز جونيور وقائد القوات المسلحة زامورا إندوتا لا يزال غير معروف.ويعتقد أن جونيور محتجز في مقر إقامته، غير أن أحدا لم يره حتى اليوم، وقال الجنود المنشقون إنه بخير. وذكرت لوسا أن إندتا وعدد من المسؤولين الآخرين رهن الاعتقال. جاءت الاعتقالات بعد إطلاق جنود لأعيرة نارية واقتحامهم أحد المباني التابعة للأمم المتحدة في بيساو لتحرير بوبو نا تشوتو، وهو قائد الجيش الأسبق الذي احتمى بذلك المبنى بعد عودته من غامبيا في ديسمبر. وقد اتهم ناتشوتو بتنفيذ محاولة انقلاب في أغسطس .2008 وقالت لوسا إن انطونيو إنجداي النائب السابق لقائد القوات المسلحة تولى قيادة الجيش.ودعا إنجداي في وقت متأخر من يوم الخميس لالتزام الهدوء وشدد على أن الجيش لا يهدف لتولي زمام السلطة في غينيا بيساو الواقعة غربي أفريقيا والتي تعصف بها الأزمات و أكد إنجداي "تشدد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة على تبعيتها للسلطة السياسية". يشار إلى أن حالة من عدم الاستقرار السياسي تعصف البلد الواقع غربي أفريقيا منذ استقلاله عن البرتغال عام ،1974 وهو ما أتاح لتجار المخدرات فرصة تحويلها لمنصة انطلاق عمليات تهريب الكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية لدول أوروبا. ولم يتمكن أي رئيس تولى السلطة في غينيا بيساو من إتمام فترة رئاسته الاولى -خمس سنوات-بشكل كامل منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي.