فوز الروائي المبدع عبده خال بجائزة البوكر، كان فوزا متوقعا، سواء جاء التوقع من قبل لجنة التحكيم، أو من قبل القراء والمتابعين للإنتاج السردي، فقد صرح الرفاعي، وهو أحد المحكمين للجائزة، أن جميع أعضاء لجنة التحكيم أجمعت على قوة الرواية واستحقاقها الفوز. فعبده خال الأقوى في الأسماء المرشحة لاسيما في النظر لتاريخه الطويل في الإبداع الروائي كما أن روايته (ترمي بشرر) رواية جريئة في طرح قذارة الاستبداد، وعلاقة الأقوى بالأضعف، وعلاقة الأضعف بالأضعف، والكشف عن أبعاد إنسانية لمجتمع غائب عن التصور الذهني المعتاد، ولاسيما فيما يخص النساء وتلك الطبقة، وليس مضمون الرواية المرشح الأكبر للفوز، بل آلياته المستحدثة في الكتابة كانت من أقوى عوامل فوزها، يكفي أن ينظر القارئ إلى الجزء المعنون ب (مقطع من جلسة سبقت كتابة هذا السرد) ليتأكد من جدة الطرح ومن طريقته المبدعة في إقحام القارئ في جدلية الواقع والتخييل. عبده خال يستحق الجائزة بجهده الإبداعي المستمر والمستنير والمجدد. ويستحق أن يكرم من قبل الوزارة، وأن يفرغ للكتابة الإبداعية فهو يعد بصدق رمزا من رموز الساردين العرب من قبل أن يكون الفائز بهذه الجائزة ومن بعدها.