مجيد مرهون (1945- 2010) اسم غريب إلا عن الموسيقى والحرية والجمال.. عزف على أكثر من آلة واستقر على آلة الساكسفون. ولحن الأناشيد الحماسية والأغاني الوصفية، ولكنه أخلص للتأليف الموسيقي فوضع سيمفونيات وكونشيرتوات ورباعيات ومؤلفات موسيقية متنوعة القوالب والأشكال وضعها في طابع أوركسترالي.. عاد للحياة الثقافية بعدما خرج من السجن عام 1990 بعد أن سجن منذ عام 1969 بسبب مساهمته في عملية عسكرية نضالية الطابع ضد البريطانيين، وانضم إلى صفوف فرقة أجراس التي أكملت آنذاك عقداً كاملاً من تأسيسها على يد المغني والملحن سلمان زيمان بالإضافة إلى أعضائها الملحن وقائد الفرقة خليفة زيمان والمغنية هدى عبدالله والملحن محمد باقري والمغني فوزي الشاعر وسواهم.. شارك بشكل مباشر في حفلات وضع ألحاناً ومؤلفات موسيقية طافت المهرجانات الخليجية والعربية والعالمية.. رجل الساكسفون المحترم رحل.. هذا المثقف اليساري ومعلم الموسيقى ومؤلفها توفي بداية الربيع (الثلاثاء 23 فبراير 2010)، ووُلد في زمن القيظ 17 أغسطس/ آب 1945 في الحورة من البحرين، ودرس الابتدائية في مدرسة الروضة الحكومية، وتم نقله إلى مدرسة القضيبية العام 1953. في العام 1956، وبطلب من مدرسه، قام بوضع أول لحن في حياته وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره وكان عبارة عن مونولوج باسم (وياكم يا ناس تحيرنا). والتحق بالعمل السياسي في العام 1961 حين انضم إلى جبهة التحرير الوطني البحراني، وأسس أول فرقة موسيقية لتؤدي الأعمال الدينية في بواكير مسيرته الفنية بطلب من المرحوم باقر كلبهرام. و في أواخر عام 1963 انضم إلى أسرة هواة الفن، وعزف على آلة الكمان، ولم يمض طويلاً فقد انتهت ليعمل كل واحد على حدة. وانتقل العام التالي 1964 إلى فرقة الأنوار، وبدأ بتكوين فرقة غربية مشتقة من هذه الفرقة وتم تسميتها (فرسان العرب)، وكان من بين أعضائها عزيز عباسي، عبدالله حسين (عبدالله جيتار)، عيسى طماطة، إسماعيل بلال وغيرهم، واستمرت هذه الفرقة في إحياء الحفلات والمناسبات، وقدمت الكثير من الألوان الغنائية الغربية وساهمت في نشر ثقافة موسيقية جديدة لم يتعود عليها الجمهور في ذلك الوقت، وتم الاتفاق معهم لإحياء حفلات بشكل أسبوعي في قاعة مطار البحرين، حتى توقفت هذه الفرقة وذهب كل منهم في طريق. وفي العام 1966 ستكون لمجيد عملية ضد رجال الاستعمار البريطاني، وعلم عن أمره لاحقاً وحوكم العام 1969، وصدر عليه الحكم بالسجن المؤبد، لينقل بعد ذلك إلى سجن جزيرة جدا. نجحت في عام 1973 محاولات الفنان في إقناع مدير السجون بالسماح له بالحصول على الكتب الموسيقية لدراستها في وقت الفراغ، وفي العام 1976 وضع الفنان موسيقى "الذكريات". ولم تكن قضيته بعيدة عن حركات الرفض الشبابية في العالم ففي مهرجان الشبيبة العالمي في موسكو العام 1985 تم توقيع آلاف البطاقات الاحتجاجية التي طالبت بإطلاق سراحه من قبل ممثلي حركة الشباب الديمقراطية المعادية للاستعمار في العالم كله.