لم يكن افتتاح اعمال الندوة العربية حول "مناهضة العنف ضد المرأة تكريس للقيم الإنسانية" التي افتتحتها السيدة ليلى بن علي حرم الرئيس التونسي رئيسة منظمة المرأة العربية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة افتتاحا بروتوكوليا أو استجدائيا لمكرمة بل كان رسما متميزا لخارطة طريق في ظل المرحلة الحالية التي تمر بها الأقطار العربية والتي حسب ما بيّنته السيدة بن علي مرحلة تنطوي على تحديات جسيمة ورهانات كبرى تتطلب من الجميع التحلي بالشجاعة لتجاوز العقبات التي ماتزال تحول دون تمكين المرأة من ممارسة حقوقها وأداء واجباتها في كنف المساواة والشراكة مع الرجل، ودعت رئيسة المنظمة العربية إلى التصدي لكل السلوكيات الاجتماعية السلبية التي تمارس ضد المرأة كالإقصاء والتهميش والحيف والتمييز والعنف حتى يكون أبناء وبنات المجتمعات العربية في طليعة القوى الواعية بتكريس قيم المساواة والتسامح واحترام الآخر وقبول الرأي المخالف ونبذ ردود الفعل المتوترة والابتعاد عن العنف وعن كل ما يسيء الى الذات البشرية ويخدش كرامتها، مع ملاحظة أن ظاهرة العنف المستشرية في المجتمعات العربية تحتاج إلى تنشئة تربوية صحيحة وثقافة اجتماعية عميقة تتقاسم مسؤولياتهما الأسرة والمدرسة والمنظمات والجمعيات وهياكل التكوين والإحاطة وكذلك وسائل الإعلام والاتصال المكتوبة والمسموعة والمرئية. ودعت السيدة ليلى بن علي إلى تمكين المرأة العربية من الاستفادة القصوى من قطاعات التنمية البشرية الاستراتيجية كالتربية والتعليم والتكوين والتثقيف والرعاية الصحية والإحاطة الاجتماعية حتى ترتقي بمعارفها وقدراتها الذاتية وتتهيأ للدخول مع الرجل في تعاون وثيق وشراكة متكافئة من اجل خدمة المجتمعات العربية ودعم مناعتها وازدهارها. موكب الافتتاح الذي التأم بحضور عضوات الحكومة والوفود العربية المشاركة في الندوة وإعلاميات وأديبات عربيات شهد تسلم السيدة ليلى بن علي درع الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة تقديرا لجهودها السخية في الحقل الاجتماعي ولعملها الإنساني وإحاطتها الموصولة بالفئات ذات الاحتياجات الخصوصية فضلا عن الجهود التي ما فتئت تبذلها منذ توليها رئاسة منظمة المرأة العربية لتحسين أوضاع المرأة العربية وأيضا إلقاء الدكتورة فهمية شرف الدين أستاذة علم الاجتماع بلبنان محاضرة حول "النهوض بالمرأة العربية بين الواقع والطموح". وفى مداخلة أخرى تناولت الإعلامية العربية منتهى الرمحي ظاهرة العنف ضد المرأة وطرق معالجتها مؤكدة بالخصوص على أهمية تغيير العقليات والثقافات المجتمعية للتصدي لها وعلى دور الإعلام في هذا المجال.