كان العرب يحرصون على عدم تقطيع الأشجار أو إحراقها ، فلما نكث بنو النضير العهد بمعونة قريش على المسلمين يوم أحد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع نخيلهم وإحراقها ، والأصح أنهم قطعوها ولم يحرقوها كما يستدل من الآية التي سنثبتها بعد قليل ، وقد اختلف المسلمون فبعضهم رأى أن التقطيع غير جائز ، ورأى آخرون أن تقطيع نخل أو شجر العدو جائز ، فلهذا نزلت هذه الآية من سورة الحشر " ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين " واللينة هي نوع من النخل ، وإذا كان هناك اختلاف في تقطيع نخل العدو وشجره ، فما بالك بأشجار المسلمين ؟ بل إن ديننا حض على التشجير ، ويكفي في هذا الصدد أن نسوق هذا الحديث وهو من أحاديث السلسلة الصحيحة للألباني وهو " إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها " وقد كتبتُ هذا النثار تعليقا على الخبر الذي نشرته إحدى الصحف وجاء فيه أن المياه التي تصرفها الأمانة من شرق جدة إلى البحر هي مياه السيول وليست مياه بحيرة المسك ، وهذا إن صح فإن الأمانة تقدم على جناية في حق الوطن إذ يجب استخدام هذه المياه ومياه بحيرة المسك بعد معالجتها في زراعة غابات في رؤوس الأودية التي تسيل منها السيول إلى جدة ، وهي أقل تكلفة من بناء السدود ، كما أنه يستفاد منها في تلطيف الجو ، وقد قرأت مرة أن هناك غابة في شمال جدة الشرقي ، وهذا إن صح فلماذا تلجأ الأمانة إلى تصريف المياه في البحر بدلا من توسعة ونماء هذه الغابة؟