كتبتُ نثارا عن تخبط أمانة جدة نشر في صحيفة الرياض العدد الصادر في 7 ديسمبر 2009 الموافق 20 ذي الحجة 1430 حيث قال الأمين إن عقد إنشاء المتنزه الوطني والغابة الشرقية شمال جدة سينتهي خلال تسعة أشهر، وهو سيمثل -على حد قوله- حلا جذريا لمشكلة بحيرة المسك حيث يتوقع أن يستهلك كل مياه البحيرة، وقد فهمت من هذا الخبر أنه لن تكون هناك حاجة لتصريف مياه البحيرة في البحر، ولكن مدير عام الطرق وسكرتير اللجنة التنفيذية للأمطار فيصل شاولي قال إن بحيرة المسك مرتبطة بشبكات تصريف تنقل مياهها إلى البحر مباشرة، وأن جميع مياه البحيرة مرتبطة بشبكات التصريف، أي أنه ليست هناك أي نقطة من مياه البحيرة تصل إلى الغابة المزعومة، وقرأت خبرا في صحيفة الشرق الأوسط بأنه تقرر إعادة مجاري السيول المدفونة التي تقع شرق جدة في حي السامر 3 والتي ترتبط بالبحر مباشرة لكي يتم تصريف مياه البحيرة فيها، وهو خبر من الواضح أنه يتناقض مع الخبر السابق الذي ينص على أن هناك شبكات تصريف تصل مياه البحيرة بالبحر مباشرة ، وأن الذي سيحدث هو إعادة مجاري السيول المدفونة.. ونحن هنا إزاء ثلاثة أخبار تناقض بعضها، فأيها نصدق؟ والمهم أنه يبدو أن الأمانة لا ترى ضيرا في نقل البحيرة بما فيها من ماء وميكروبات إلى البحر وأن ذلك لا يلوث البحر ويقضي على أحيائه المائية، وخاصة منطقة الكورنيش التي يتنزه فيها المواطنون، وأحيانا يسبحون فيها ويغرقون كما غرقت فاطمة وكلنا يعرف قصتها، وما دام الأمر كذلك فلماذا لا توفر الأمانة الأموال التي تصرف على شبكات التصريف وإعادة مجرى السيل والغابة الشرقية وتسمح لصهاريج مياه الصرف بأن تصب مياهها في البحر مباشرة، وخاصة في منطقة الكورنيش الأقرب إلى جدة .