وهي وزارة كان يجب أن تنشأ قبل مئة عام، حين بدأنا نغزو الطبيعة ونفض بكارتها، ونعتدي على عرضها ونستبيحها، بقتل حيواناتها ال Fauna وتقطيع أشجارها ال Flora، والرعي الجائر لمراعيها، والإهدار لمياهها، فماذا كانت النتيجة ؟ أولا وقبل كل شيء : التصحر، فأصبحت السيول تتدفق من أعالي الجبال ولا تجد أشجارا تخفف من غلوائها وتخفف من جريانها، فأصبحت تغزو المدن وتغمرها، وما كارثتا جدة في العامين الماضيين إلا غيض من فيض هذه السيول، وخاننا الوعي البليد فبنينا منازلنا وجامعاتنا ومستشفياتنا في بطون الأودية، وزيادة في الغباء بنينا دورا تحت أرضية فيها Basement ووضعنا فيها أجهزة علمية وطبية بالمليارات فجاءت السيول وغمرتها ودمرتها، ولا أدرى كم سنة ستمر قبل أن نعوض هذه الأجهزة، وماذا يفعل المرضى في هذه الأثناء، وتقطيع الأشجار أدى إلى أن تهجم القرود على المدن وتزعج أهلها بل وتشكل خطرا عليهم، وفي غياب وزارة للبيئة بنينا مدنا وأبراجا متطاولة من الاسمنت والزجاج، ولم نفكر في بناء شبكة صرف صحي وإنشاء محطة لتنقية مياهها، واستسهلنا الأمر فصرفنا مياه الصرف في البحر فلوثناه، هذا ما فعلناه في الطبيعة وما فعلناه ونفعله في أنفسنا أدهى وأمر فنحن نقوم يوميا بتلويث البيئة ورمي النفايات فيها، وإهدار المياه في غسيل السيارات، وتكوين برك في كل شارع يتربى فيها البعوض، والآن حين نفكر في إنشاء وزارة لحماية البيئة فإن الوقت قد فات، ويجب أن نتعلم أولا كيف نحمي البيئة.