جاء في خبر لإحدى الصحف المحلية أن مجلس الشورى سيستكمل في جلسته العادية التاسعة عشرة اليوم - أمس الأحد - (19/6/2005) مناقشة مشروع نظام إدارة المناطق الساحلية، وأوضح رئيس اللجنة الدكتور حزام العتيبي أن المشروع يهدف إلى تنمية المناطق الساحلية مع المحافظة على بيئتها وحمايتها من الاعتداءات ودعاوى التملك، وكذلك وضع آلية للتنسيق بين الجهات الكثيرة المعنية بالمناطق الساحلية، وأشار إلى أن من أبرز ملامح المشروع منع التملك أو البناء على شواطئ المملكة بعمق 400 متر.. إلخ. ولكن أين هذه السواحل التي يراد حمايتها؟ هل المقصود مثلاً ساحل مدينة جدة؟ إذا كان الأمر كذلك فإني أزف البشرى - إن كانوا لا يعلمون - لأعضاء المجلس الموقر أن هذا الساحل لم يعد له وجود ولا سيما إذا استعرضنا المنطقة من أمام البنك الأهلي في وسط البلد وانطلقنا منها شمالاً حتى مسافة مائة كيلومتر، إذ نجد أنه ليس فيها مربط عنز يمكن أن يجلس فيه مواطن مع عائلته إذ تمتد على ضفافه المقاهي والنوادي والكازينوهات والاستراحات والمنتجعات والقصور وأكثرها مبان شوهاء تقذى لها العين وطبعاً تصب مجاريها في البحر نفسه مما أصبحت معه هذه المنطقة ملوثة وتعرضت شعبها المرجانية للتدمير، وقد توجد بين مقهى ومقهى منطقة خالية ولكن يد الاستثمار الباطشة في الطريق إلى امتلاكها، وهذا ما يحدث الآن في كورنيش جدة الجنوبي، ولا بد أن شاطئ نصف القمر في الخبر الذي كان من أعظم بلاجات العالم قد لقي نفس المصير، ولم يقتصر هذا الاعتداء غير الحضاري على السواحل بل امتد بهمجية وغباء إلى المناطق الجبلية المكتظة بالغابات كالهدا فقطعت الأشجار وأقيمت مكانها مبان وقصور من أحدث طرز المعمار الغربي، ولكنها الآن أصبحت خاوية على عروشها بعد أن اتجه أصحابها إلى الاصطياف في جبال أوروبا، ونتيجة لقطع الأشجار التي كانت تتغذى عليها القرود اتجهت هذه إلى المدينة نفسها تأكل من نفاياتها وتعتدي على السيارات المارة بالطريق، كما أن قطع الأشجار قد أدى إلى تساقط الصخور على طرق المنطقة بعد كل سيل وهو خطر لا يمكن تفاديه وإصلاحه إلا ببلايين الريالات، وقد تعرضت منطقة الشفا لنفس العدوان، وأخشى ما أخشاه أن هذا ما يحدث الآن في المناطق الجبلية الأخرى في الريث وغيرها، ولهذا أقول لأعضاء المجلس الموقر: «فات الميعاد»، و«سبق السيف العذل».