اكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في كلمة في ذكرى اغتيال والده رفيق الحريري أمس ان زيارته اخيرا الى سوريا تندرج ضمن «خارطة المصالحات العربية»، مجددا رغبته في «بناء مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا» تقوم على احترام متبادل بين دولتين سيدتين. وقال الحريري أمام عشرات الالوف من مناصريه الذين تجمعوا في وسط بيروت ان لبنان يمر في «مرحلة جديدة» تتم مواجهتها «بروح من الوحدة الوطنية». وأضاف «بهذه الروح، وضعنا لبنان على خارطة المصالحات العربية». وتابع ان زيارته الى دمشق في ديسمبر الماضي «كانت جزءاً من نافذة كبرى فتحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واعطت نتائجها في اكثر من ساحة عربية». وقال الحريري «إنني بكل صراحة وصدق ومسؤولية اميل على ابقاء هذه النافذة مفتوحة والشروع في بناء مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا من دولة سيدة حرة مستقلة الى دولة سيدة حرة مستقلة». واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية، ابرز قوى 14 آذار التي اتهمت سوريا بالوقوف وراء جريمة اغتيال رفيق الحريري، أن «اي شكل من اشكال التكاذب امام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري جريمة جديدة بحق الشهيد وكل الشهداء». واضاف ان «مصلحة لبنان في الاستقرار مصلحة مؤكدة ومصلحة لبنان في التضامن العربي مصلحة استراتيجية»، مشيرا الى أن لبنان «اكبر متضرر من الانخراط في لعبة المحاور». ووصف زيارته الى دمشق ب»الخطوة التاريخية» التي «رأى البعض أن خسائرها الشخصية علينا كانت كبيرة»، مضيفا «لكن المهم ان نسأل عن فوائد هذه الخطوة على لبنان وعلى مصير العلاقات العربية». وتكررت أمس المشاهد التي تحصل كل سنة في 14 شباط/فبراير، ذكرى اغتيال الحريري في عملية تفجير أدت كذلك الى مقتل 22 شخصا آخرين، في ساحة الشهداء في وسط العاصمة. اذ تجمع عشرات ألوف اللبنانيين في الساحة بناء على دعوة «قوى 14 آذار»، التحالف الذي نشأ في 2005 بعد وفاة رفيق الحريري. ويأتي إحياء الذكرى وسط اجواء وفاقية داخل لبنان بدأت مع تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري تضم كل الاطراف السياسيين بمن فيهم حزب الله حليف سوريا.