في عملية جراحية نادرة استمرت أربع عشرة ساعة تمت وبحمد الله في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث -فرع جدة- زراعة رئة في صدر امرأة تبلغ من العمر (27 عاماً) بعد عجز تام وفشل رئوي مزمن سببه توسع مزمن في الشعب الهوائية جعلها عاجزة عن ممارسة حياتها بشكل طبيعي معتمدة على استخدام كمامة الأوكسجين بصفة دائمة ولم يفلح معها استخدام أي علاج دوائي طوال الفترة الماضية، وقد تم وضع اسمها على قائمة المحتاجين للتبرع برئة في حالة وجود حالة وفاة دماغية بالتنسيق مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء في مدينة الرياض. وبالفعل تم توفير رئتين لهذه المريضة بالتنسيق مع الإخلاء الطبي السعودي. وتمت العملية في تخصصي جدة بقيادة فريق طبي سعودي مؤهل مكون من: (الدكتور اسكندر القثمي استشاري جراحة الصدر والقلب، والدكتور سالم الفيفي استشاري أمراض الصدر وزراعة الرئة، والدكتور غسان باسليم استشاري جراحة القلب، والدكتور محمد الحربي رئيس قسم التخدير). وقد تمت العملية بنجاح تام واستقرت حالة المريضة وهي الآن تحت الاشراف العلاجي والاستشفائي في المستشفى ولا توجد أي دلالات لا سمح الله على رفض جسم المريضة للرئتين المزروعتين وسوف تعود إلى ممارسة حياتها الطبيعية خلال أيام. وفي نفس الوقت كان يوجد مريض آخر يبلغ من العمر (58 عاماً) مصاباً بتليف في الرئة ويعتمد آلياً على جهاز الأوكسجين وتمت زراعة رئة يسرى له بنجاح تام كما تم فصل جهاز التنفس الصناعي عن المريض في اليوم الثاني للعملية وعادت وظائف الرئة المزروعة تمارس أعمالها بنجاح تام. الجدير بالذكر ان هذه هي العملية التاسعة التي أجريت في تخصصي جدة وتكللت جميعها بالنجاح ويمارس أصحابها حياتهم بشكل طبيعي ومعتاد. لقد كانت مثل هذه العمليات تجرى في مراكز عالمية متقدمة في أمريكا وكندا ولكن أمام التقنية الطبية المتاحة الموجودة في التخصصي ومهارة الأداء الطبي للطبيب السعودي المؤهل أصبحت مثل هذه العمليات تتم داخل المستشفى بكل يسر وسهولة. وقد أفاد الدكتور الفيفي بضرورة تفعيل سياسة التبرع بالأعضاء في حالة الوفاة الدماغية لإنقاذ أنفس بشرية مشرفة على الهلاك، لا سيما وأن هناك قائمة طويلة لمرضى يعانون من فشل رئوي ويحتاجون إلى زراعة رئة ليعيش المريض حياة طبيعية، يقول الحق سبحانه وتعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً). فمثل هذه العمليات تكلف خارج المملكة أكثر من نصف مليون دولار وتشكل عبئاً مادياً على الدولة والمواطن في الوقت الذي من الممكن اجراؤها داخل المملكة بتكلفة تبلغ مائة ألف ريال سعودي. سوف تودع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث فرع جدة مريضيها قريباً وسط الدعوات لهما بالتوفيق والنجاح في حياتهما الجديدة. وتأتي هذه الزراعة ضمن الانجازات الكبيرة التي حققتها مؤسسة الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث سواء على المستوى الطبي أو البحثي لرفاهية المواطن ومستقبله الصحي وتأكيداً على تفوق المستشفى في مجال علاج الأمراض المستعصية وصولاً إلى الهدف الذي أنشئت من أجله.