مدخل للأمير الشاعر محمد الأحمد السديري : كم واحدٍ له غايةٍ ما هرجها يكنّها لو هو للأدنين محتاج الصمت .. أجمل ما يتحلى به الإنسان ويعني الشخصية التي تقبل الرأي وديننا الإسلامي أكد على التحلي بالصمت والتمسك به فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) . وما أكثر المتورطين بسبب فلتات اللسان والقول في أعراض الناس وأكل لحومهم لذا فإن الصمت يجمّل صاحبه ويدله على طريق الخير والأمان والسلامة من الآثام . ولقد سمعنا العديد من قصائد الشعراء تحث على الصمت وتؤكد أن أجمل مزايا الإنسان أن ينفرد بميزة الصمت فهي قوة وهيبة وثبات وثقة ، والناس بلا شك يكرهون من يكثر كلامه إلا من تحدث وهو يعرف حدود نفسه فسوف يحظى بمودة الآخرين ويتجنب أشواكهم وفي هذا الشأن قال الشاعر حمد هادي المسردي : كُن صامت فإن الصمت حكمه وهيبه داخل المجتمعات وكُب الثرثره بالك تلجلج فلا يبقى على هرجك شفات وقد يتصور البعض أن حديث الإنسان عن نفسه يجعل له أهمية بين الناس فيسرف في تمجيد ذاته وينسى الآخرين وهذا حتماً ينعكس عليه ويجعل الناس يكرهونه ويبغضونه خاصة عندما يتكلم وقد يشعر بهذا الشيء من عيون الآخرين . أخيراً .. ما أجمل الصمت الذي وصف بأغلى المعادن فقد قيل : ( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) ، وما أصعب من خيبة الأمل عندما يكون سلوك الإنسان ضار به فكلما كثر كلامه كثر الخطأ . قبل النهاية للشاعر فراج بن محمد القرقاح : ليت ما به نفاق وليت ما به خطايا وليت ربي يعيق أهل الطريق الملوى لين يظهر نهار ما بقي له بقايا وانتظار الشفا تفسير صبر المكوى