مدخل للشاعر محمد الفوزان: من جا بلا دعوه فيقعد بلا فراش هذا طفيلي يستحق الشتايم أحلى ما نطق به الشعراء، وأغلى ما نظموا في أشعارهم قصائد الحكمة.. فهي أشهى ما يكتبون وأجمل الصور الذهنية فعن طريقها تتم المعرفة وتبادل الخبرات وتفهم الحياة، والتعبير عن مشاعر الناس المختلفة. وقد عُرفت الحكمة بالإيجاز وبراعة التعبير والأسلوب والوضوح في المعنى الذي يدل على مدى التجربة وهدفها في أي شأن من شؤون الحياة، وورد ذكرها في الكثير والعديد من قصائد الشعراء الأفذاذ خاصة من يتصفون بالذكاء الحاد والفطنة والفراسة وانتقاء العبارات المناسبة التي يكون لها صدى كبير كقول الشاعر بدوي الوقداني: أيامنا والليالي كم نعاتبها شبنا وشابت وعفنا بعض الأحوالي تاعد مواعيد والجاهل يكذبها واللي عرف حدها من همها سالي إن أقبلت يوم ما تصفي مشاربها تقفي وتقبل وما دامت على حالي ومن قصائد الشاعر حمد هادي المسردي في الحكمة البليغة التي أشتهرت بين الناس هذه الأبيات قالها في الحث على لزوم الصمت وتحري الدقة فيما يقوله المتحدث من كلام وعدم مجانبته الصواب: كن صامت فإن الصمت حكمه وهيبه داخل المجتمعات وكب الثرثرة بالك تلجلج فلا يبقى على هرجك شفات وكثر الضحك نقصٍ بالمهابه فلا تضحك بدون مناسبات ولا تنطق غير الصدق دايم ولا تبدي هروجٍ كاذبات والحكمة.. لها تأثير قوي على نفوس أصحابها وخاصة من صقلتهم الحياة واستفادوا من تجاربها الواسعة ويتضح لنا ذلك من قول الشاعر راشد الخلاوي: حياةٍ بلا عزاً محا الله خطها حياة الفتى ما فادها العز خايبه