كشف الدكتور سليمان عبيد استشاري علوم الأحياء الدقيقة بمستشفى قوى الأمن بالرياض عن نتائج أبحاث أجراها بالمستشفى بالتعاون مع مراكز أبحاث عالمية، وقد تناولت نوعين من الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، وعُرضت نتائجهما في مؤتمرات ولقاءات عالمية. وأوضح في تصريحات صحافية امس أن البحث الأول تناول دراسة جرثوم مقاوم للمضادات الحيوية نفذ بالتعاون مع معهد (باستور) في باريس يصيب غالباً الخدج ناقصي الوزن يطلق عليه (العصيبات الرئوي). أما البحث الثاني فقد تناول عزل أول سلالة من جرثوم (المكورات العنقودية المذهبة)، من عينة زرع دم من مريض منوم بالعناية المركزة بمستشفى قوى الأمن. وقال الدكتور عبيد ان هذا الجرثوم سببا للعديد من الامراض الخمجية القاتلة كما يعد عزل هذه السلالة شديدة الفوعة الامراضية والمقاومة لمعظم المضادات الحيوية المكتشفة حتى الآن سابقة من نوعها على مستوى المملكة وقد تكون على مستوى المنطقة. وأضاف: "تبين من خلال البحث أن تلك السلالة لها القدرة على مقاومة أقوى المضادات الحيوية والذي يعتبر اكثر ثباتا واستمرارية امام مقاومة هذا النوع من الجراثيم. هذا المضاد الحيوي يستخدم منذ أكثر من أربعين عاماً في علاج معظم الحالات المرضية المشابهة وهو الأكثر استخداما حتى الآن لعلاج هذه الحالات الصعبة ويدعى فانكومايسين. وتابع: "هناك عوامل مساعدة على ظهور هذه السلالات الجرثومية التي تقاوم أكثر المضادات الحيوية فعالية منها: وصف المضادات الحيوية لحالات لا تحتاج إلى استخدامها كحالات الالتهابات الفيروسية، وكذلك عدم إتمام المريض للجرعة المحددة من قبل الطبيب مما يعطي فرصة للجرثوم للتعرف عليها، ومن ثم إنتاج سلالات مقاومة لها (الصراع من أجل البقاء). وزاد: "لهذه السلالات القدرة على الانتقال من مريض إلى مريض، ومن مستشفى إلى مستشفى آخر، كما أنها تعتبر عابرة للقارات والحدود من حيث قدرتها على الانتقال السريع خاصة بعد التطور الكبير لوسائل النقل مما يجعلنا نسلم بأنها مشكلة لا تحدها حدود، وذات طابع عالمي. وذكر الدكتور عبيد أن منظمة الدواء والغداء الأمريكية طالبتا الباحثين والعلماء إيجاد مضادات حيوية جديدة ذات قوة قادرة على مقاومة هذه السلالات، والعمل على اكتشافها مبكراً قبل أن يستفحل انتشارها لحماية الإنسان من أخطارها المرضية القاتلة. وطالب بضرورة تضافر الجهود، والتنسيق بين الجهات الصحية على مستوى عالمي للحفاظ على ما تبقى من مضادات حيوية فعالة في علاج كثير من الأمراض المعدية. واختتم بقوله: "يمكن تحقيق ذلك عن طريق حسن استخدام المضادات الحيوية، والعمل من أجل مواجهة انتشار تلك السلالات المقاومة باتباع القواعد الصحية، والنظافة الشخصية، والحرص الشديد في التعامل مع المريض منعاً لانتقالها منه أو إليه وخاصة في المستشفيات.