في مقال للدكتور جاري تونسكي Gary Tunsky بعنوان "ماذا يحدث في الخلايا؟ حرب التوازن الحمضي/القلوي" What in the Cell is Going on? The Battle is over pH" يركز الدكتور أولاً على أهمية التغذية الجيّدة للوصول إلى التوازن لأن كل عمليات الأيض (هضم الطعام واستفادة الجسم منه) تقوم على التوازن الحمضي /القلوي الدقيق الذي يوفّق بين حقول الطاقة الكهرومغناطيسية. وكما هو معروف فالجسم يتعامل مع زيادة الحموضة من خلال سبع آليات يقوم بها الجسم لمعادلة الحموضة، وهي: 1- استخدام السوائل خاصة الماء كعوامل إذابة لكي تعادل حموضة الجسم (وهذا يفسّر النصائح المتكررة بأهمية شرب الماء). 2- سحب بيكربونات من البنكرياس وإرسالها إلى الدم (عوامل زيادة القلوية)، فأيونات البيكربونات تتولد داخل خلايا الدم من ثاني أكسيد الكربون وتترشح إلى البلازما. 3- تقوم عوامل تنظيم الحموظة البروتينية مثل الجلوتاثيون glutathione الميثيونين methionineوالسياستين cystine والتاورين taurine بتنظيم الحموضة داخل الخلايا عن طريق اتحادها مع الأحماض أو معادلتها. 4- تقوم العناصر التي تتأين عند إذابتها بالماء مثل الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم في الدم والجهاز الليمفاوي والسوائل داخل وخارج الخلايا بالاتحاد مع الأحماض وطرحها خارج الجسم عن طريق البول (ومن هنا تبرز أهمية تواجد هذه المعادن في الجسم من خلال الغذاء). 5- سحب المخزون من الكالسيوم والمغنيزيوم من الجهاز العظمي والأسنان لموازنة حموضة الدم. 6- ترشيح والتخلص من بقايا الأحماض من خلال البشرة والجهاز البولي والتنفسي. 7- تجميع بقايا وسموم أحماض الدم بعيداً عن أعضاء الجسم الحيوية في أماكن قصية في الجسم مثل المفاصل خاصة أصابع القدمين واليدين وفي البشرة (البقع الداكنة). وعندما يستنفد الجسم هذه الآليات يبدأ تجمع الأحماض في داخل الخلايا مما يستفد أوكسجينها. ويؤدي تجمع الأحماض ونقص الأوكسجين إلى قيام مكونات دقيقة في الخلايا باستهلاك هذه التجمعات الحامضية كطعام لها، وعندها تنتج تلك الأحياء نواتج هضمها للأحماض مواد شديدة السمية للإنسان وشديدة الحامضية. وهذه النواتج تتواجد في الخلايا وتنتقل في الدم وتشكل ما يُعرف بالجذور الحرّة free radicals وتسبب موت الخلايا. وموت الخلايا ذاته يؤدي أيضا إلى زيادة الحامضية في حلقة مفرغة يؤدي فيها نشوء حالة إلى بروز أخرى. ويضيف الدكتور تونسكي بأنه لمعالجة الوضع يقوم الأطباء بوصف أدوية (حامضية) لا تؤدي إلا إلى تسكين الأعراض التي تشير إلى حامضية الدم!! ويطرح الدكتور تونسكي الأسئلة والأجوبة التالية: ما هي الأدوية التي تعادل الحامضية؟ لا توجد!! ما هي الأدوية التي تتعامل مع النقص في التغذية خاصة نقص المعادن القلوية؟ لا يوجد!! ما هي الأدوية التي تعزز وتزيد من فاعلية جهاز المناعة؟ لا يوجد!! فالأدوية كما يذكر الدكتور هي عبارة عن أحماض، فكيف تُعالج حالة حموضة بالمزيد من الحموضة؟ الحقيقة هي ان الأطباء يسكنون أعراض زيادة الحموضة كما يسكنون أعراض نقص التغذية. إن الصداع والغثيان والحمى والطفح الجلدي والتشوش الذهني والإرهاق الشديد وانتفاخ الأمعاء وآلام الصدر والدوخة هي إشارات تحذير تبلّغ عن مشكلة في الخلايا سببها خلل في التوازن الحمضي/القلوي.