بعد تاريخ حافل ومليء بالركض دام لأكثر من 17 سنة قضاها المهاجم الدولي حمزة إدريس في الملاعب، نجح من خلالها في نثر إبداعاته في عالم الكرة، يختتم مساء اليوم الأربعاء مسيرته الطويلة بمهرجان توديعه الملاعب الرياضية، والذي تأخر موسمين، بعد توقفه عن مداعبة الكرة مع ناديه الاتحاد نهاية موسم 1429. وجاءت بداية هذه الموهبة الهجومية الفذة في حواري المدينةالمنورة حين لم يتجاوز حينها ال 11 من عمره، والتحق بنادي الأنصار مع شقيقه الحارس المعتزل عمر إدريس، ولعب في مركز الحراسة لمدة ثلاثة أشهر لم يجد خلالها أي اهتمام، وسجل في نادي أُحد وعمره 14 سنة، وتدرج في كرة القدم بجميع فئاتها السنية في النادي والمنتخب، ومن ثم برغبة منه انتقل إلى نادي الاتحاد الجماهيري، وحتى يكون قريبا من أهله، بعد أن رفض العروض التي تلقاها من الهلال والنصر في ذلك الوقت مقابل مبلغ اقترب من ال ثلاثة ملايين ريال، وفي انتقاله لم يساوم فريقه بأي مبلغ لقناعته ومساهمة منه لناديه السابق أُحد. وبزغت نجوميته عندما استطاع المشرف على فريق أحد علي فودة بذكائه قبل 18 سنة تسجيل حمزة في درجة الناشئين، وتحويل وجهته من الأنصار إلى أحد بالرغم من تواجد أشقائه الحراس بكر وعمر في الأنصار، وساعده في ذلك إهمال الأنصاريين آنذاك لموهبة حمزة، بعد التأخر في تسجيله، إضافة لمشاركته في بداية مشواره حارساً للمرمى، وفيما يخص سجله في الملاعب فكان مميزاً جداً؛ إذ شارك المنتخب الأول والشباب في حوالي 70 مباراة دولية مع المنتخب سجل من خلالها 30 هدفا، وذلك بتدرجه من ناشئين ثم شباب ثم أولمبي ثم فريق أول؛ إذ يعد من المهاجمين القلائل على مر تأريخ المنتخب السعودي المتدرجين سنيا، وأيضا يعتبر من اللاعبين المميزين كونه قدم للمنتخب عن طريق نادي أحد (درجة أولى) آنذاك، وأثبت كفاءته في ظل وجود مهاجمين مميزين أمثال سعيد العويران، وماجد عبد الله، وسامي الجابر. ولتحقيقه إنجازات هامة، وتفوقة في نسبة التسجيل حصل على لقب ثالث هدافي العام، كما تم تكريمه في ألمانيا من قبل الاتحاد الدولي لإحصائيات كرة القدم تقديرا لأبرز هدافي العالم، واختير من أفضل 100 لاعب في العالم عام 2000م هو وزميله محمد نور في إحدى المجلات الفرنسية. وحمزة إدريس ينتمي لأشهر الأسر الرياضية بالمدينةالمنورة، فشقيقه الأكبر بكر إدريس لعب للأنصار والاتحاد حارسا للمرمى لأكثر من 15 عاما، وكذلك شقيقه الآخر عمر إدريس مثل الأنصار حارسا للمرمى 12 عاما، ولعب للمنتخب، وشقيقه الأصغر فيصل إدريس لعب مهاجما في نادي أُحد فترة قصيرة، ومن أشهر الألقاب التي عرف بها قبل انتقاله للاتحاد (البرق).