لم يكن يدر في ذهن حمزة إدريس أو عائلته أنه سيصبح نجما كرويا لا يشق له غبار في ظل انطلاقته مع فريق طيبة للحواري في مسقط رأسه المدينةالمنورة. “شمس” نبشت ماضي حمزة إدريس في المدينةالمنورة واسترجعت مع أشقائه وأصدقائه الذين عاصروا مسيرته الكروية، حيث كانت البداية من عند شقيقه الأكبر محمد إدريس المشهور بالنوري، الذي أكد أن شهادته في شقيقه مجروحة، ويتذكر أنه كان يتصل بوالدته قبل كل مباراة ويطلب منها الدعاء له بالتوفيق، وقال: “من المواقف التي تدل على تعلقه بالكرة منذ أن كان عمره 11 سنة، أنه كان يهرب من الوالد يرحمه الله ويختبئ منه؛ لأنه يريده أن يعمل معه في مكتب دليل لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج، وإذا ذهب الوالد توجّه حمزة إلى زملائه بالحي للعب، وإذا سألنا عنه نخبره بأنه ذهب ليلعب في الحارة، فما يكون منه إلا أن يحثنا في العمل معه أثناء فترة موسم الحج؛ لنأخذ الخبرة من بعده”. وواصل النوري حديثه قائلا: “من المواقف التي لا تعرفها الجماهير أنه عندما يتواجه أحد مع الأنصار كان حمزة يتفادى أن ينفذ أي ركلة جزاء أمام شقيقه عمر؛ حتى لا يُحرَج منه، ومع ذلك كان يسجل الأهداف في مرمى عمر، والتنافس يكون فقط داخل الملعب”. وأشار محمد إدريس إلى أن شقيقه حمزة مر بأصعب مرحلة عندما أصيب في العضلة الضامة عندما انتقل إلى الاتحاد وتأثر نفسيا، خاصة في ظل تشكيك الجماهير بأنه صفقة خاسرة وقال: “كان والداي يذهبان إليه لتهيئته نفسيا في جدة، والحمدلله، تجاوز الأزمة وشفي من إصابته وعاد إلى الملاعب بفضل الله.. ثم بفضل دعاء الوالدين”. تحديات مثيرة ومن جهته، أكد عمر إدريس حارس الأنصار والمنتخب السعودي سابقا، أن حمزة يعتبر الأخ والصديق، وقال: “لعبنا معا في فريق طيبة إحدى فرق الأحياء المشهورة بالمدينةالمنورة، وكنا في طريقنا للتسجيل في الأنصار، إلا أن الأحديين غيَّروا مساره لصالحهم، وأنا سجلت في الأنصار”، وأضاف: “من المواقف الجميلة أنه عندما يتواجه فريقا أحد والأنصار يشتعل التحدي بيننا حتى وقت المباراة، حيث يتوعد حمزة بهز شباكي وهزيمتنا، وهذا طبعه منذ صغره، تجده متفائلا قبل كل مباراة ويعشق التحدي، ومن سماته الإصرار على تسجيل الأهداف أثناء المباريات وأحيانا يكسب التحدي وأحيانا أخرى أتصدى لجميع كراته الخطرة”. التميز داخل وخارج الملع ووصف عبدالعزيز عواد فودة لاعب أحد السابق حمزة إدريس بأنه من أميز اللاعبين داخل الملعب وخارجه، وهو صديق الجميع ووصوله إلى العالمية وتمثيل المنتخب السعودي خير دليل على اهتمامه بنفسه من ناحية المواظبة والتغذية السليمة والمحافظة على صحته، وقال: “هذا هو حمزة لم يتغير أبدا منذ عرفناه حتى هذه اللحظة فهو اللاعب الخلوق الذي يحبه كل من حوله، وليس بالغريب أن نرى الجميع الآن يكرمه، وأتمنى له التوفيق”. عائلة كروية أنصارية ومن جهته، أكد الخبير الأحدي علي فودة، أنه هو من سجل حمزة إدريس بإيعاز من القائد محيي الدين شرشر يرحمه الله الذي كان يدرب فريق أحد للناشئين، وتم تسجيله عندما كان عمره آنذاك 12 سنة في الصف الثاني متوسط، على الرغم من أنه من عائلة كروية أنصارية، وقال: “سعيد إدريس والد حمزة يرحمه الله كان من فريق بورسعيد آنذاك، الذي تحول اسمه إلى الأنصار، وقد سجلته بنادي أحد بالاتفاق مع أخيه بكر إدريس حارس الأنصار الذي كان على خلاف مع إدارة ناديه في تلك الفترة برئاسة المهندس مصطفى بلول يرحمه الله وتم تسجيله”. وأكد فودة، أن وجود اللاعبين الكبار في أحد في تلك الفترة ساعد حمزة على الظهور والبروز وتمثيل المنتخب، ابتداءً من الناشئين فالشباب والمنتخب الأول، مشيرا إلى أنه مثَّل الفريق الأول بنادي أحد وعمره 17سنة في ظل تميزه خلقا واهتماما بصحته. القائد العمدة: عبدالله عواد فودة ويؤكد المدرب الوطني عبدالله فودة المعروف بالعمدة، أنه عندما يذكر اسم حمزة إدريس فإنه يتذكر الأيام الجميلة التي قضاها مدربا في أحد، مشيرا إلى أنه أسرف على تدريبه في درجتي الناشئين والشباب، ممتدحا أداءه بقوله: “حمزة من اللاعبين الذين يعتمد عليهم داخل الملعب تكتيكيا، إلى جانب انضباطه في جميع المعسكرات ويعتبر قدوة للاعبين وهو يستحق كل خير وما وصل إليه من نجومية ليس بمستغرب فكل رياضي عرف حمزة منذ الصغر يستبشر خيرا به، وها نحن نراه الآن من النجوم الكبار الذين خدموا المنتخب السعودي في محافله الدولية المختلفة، وعلى رأسها نهائيات كأس العالم”. احترام وحماس ويقول ياسر مدني لاعب أحد السابق: “حمزة من اللاعبين الذين يفرضون عليك احترامهم وهو صديق جميع اللاعبين، وقد زاملته في أحد ولعبت بجواره في فئة الشباب والفريق الأول، حيث إنه يشعرك بقوة الفريق داخل الملعب ويتميز بحماسه مما جعل الجماهير الأحدية تعشقه وتحبه لدرجة أنها عندما انتقل إلى الاتحاد بكى على رحيله الكثيرين ونحن كلاعبين افتقدناه كزميل لنا داخل الملعب، على الرغم استمرار الود والوصال بيننا”.