يظل حمزة ادريس علامة فارقة في وجه الكرة السعودية.. ولم يأت هذا اعتباطاً بل بعد مشوار طويل من الابداع على البساط الاخضر حقق فيه الكثير من الانجازات وسطر اسمه بين عمالقة كرة القدم الكبار ليس على المستوى المحلي بل على مستوى العالم، ويكفي انه حقق لقب وصيف هدافي العالم عام 2000 م.. «المدينة» اقتربت من هذا النجم الكبير قبل ساعات من مهرجان اعتزاله الذي سيقام غداً على ملعب الامير عبدالله الفيصل في جدة حيث يلتقي الاتحاد ويوفنتوس الايطالي في لقاء تاريخي يتوج مشوار هذا النجم المبدع الملقب ب «البرق».. أو كما تتغنى باسمه الجماهير في المدرجات (آه.. ياحمزة).. اقتربنا من أبو موفق فروى لنا قصته مع الكرة بكل التفاصيل وستطالعونها في حلقتين.. نبدأ نشرها في هذا اليوم فنترككم مع هذا النجم المبدع. * كيف تقدم لنا بطاقتك «البطاقة الشخصية»؟ - حمزة سعيد إدريس فلاته - من مواليد 9 أكتوبر عام 1972 م. - متزوج ولدي أربعة أبناء : موفق وعبدالعزيز وريان وجود. - حاصل على بكالوريوس تخصص تربية رياضية. * دعنا نبدأ من هناك من مسقط رأسك في المدينة والبيئة التي قدمت موهبتك الكروية. - ولدت في المدينةالمنورة في التاسع من أكتوبر عام 1972م ونشأت في أُسرة مكونة من أب وأم وعشرة أشقاء بينهم خمسة من الذكور وكان بيتنا في حارة الأغوات حيث يوجد ملعب.. وكانت ممارسة كرة القدم هي كل شيء في حياتنا فكان بداية تعلقي بها منذ الصغر حيث ترعرعت بين أسرة رياضية لأن إخوتي كانوا من لاعبي كرة قدم. وكان أبرزهم شقيقي بكر الذي يعتبر نجما من نجوم المدينةالمنورة حيث كان حارس مرمى فريق الأنصار وهو يكبرني بعشرة أعوام كما أن أخي عمر هو أيضا حارس مرمى لنادي الأنصار. • متى وكيف بدأت تشعر بموهبتك الكروية ؟ • الحارة هي ملعبي الاول الذي انطلقت منه وكنت في صغري اتابع مباريات فريق الحارة الكبير وأقف مع الصغار نشجعهم فاصبح هناك ارتباط بيني وبين كرة القدم كلاعب وليس كحارس مرمى.. وأذكر أنه في إحدى المرات التي كان يلعب فيها شباب فريق الحارة مع فريق آخر كانت الخيارات الموجودة لي لكي ألعب معهم إما أن أكون حارس المرمى أو أكون على مقعد الاحتياط فرفضت الخيارين وفضلت البقاء في المنزل، وصادف أن والدتي أرادت أن تزور إحدى نساء الجيران وكان من عادتها ألا تخرج من البيت بمفردها فلابد أن يرافقها أي واحد من أبنائها.. فخرجت معها لكي أوصلها لبيت الجيران وفي الطريق قابلني أحد لاعبي فريق الحارة فطلب مني أن أشاركهم اللعب حيث أن الفريق ينقصه لاعب، وكانوا مهزومين بهدف فأرادوا أن أسد النقص وأكمل العدد ليس إلا.. فوافقت بشرط أن ألعب في الهجوم فوافقوا ولعبت.. ولم يكن يتبقى على نهاية المباراة الساخنة سوى عشر دقائق، وكان هناك تحدٍ بين الفريقين على صندوق «بيبسي» يربحه الفريق الفائز واستطعت بفضل من الله تسجيل هدفين لفريقي وغيرت النتيجة من الهزيمة إلى الفوز وانتهت المباراة بهدفين لفريق حارتي. وهذه المباراة لا تزال عالقة في ذهني لأني برهنت لشباب الحارة أني أملك موهبة في كرة القدم وأنه لا فرق بيني وبين من هم أكبر مني سناً في الفريق وقد كان أغلبهم في سن أخي عمر الذي يكبرني بسنتين. • وماذا عن التسجيل في نادي أحد؟ • قبل التسجيل في نادي احد كان لي حضورا جيدا مع فريق المدرسة الفهدية الابتدائية ففي هذه المدرسة تم اكتشاف موهبتي الكروية من خلال اللعب في حصص التربية الرياضية وبالتحديد في الصف الثالث الابتدائي فقد لاحظ مهاراتي الكروية الأستاذ سليمان الفريدي مدرس التربية البدنية، وهو بالمناسبة أحد لاعبي نادي أحد في كرة اليد. وكان معجبا بموهبتي في كرة القدم بالاضافة إلى تمتعي بتكوين جسماني رياضي يساعدني على تطوير مهاراتي بحكم طولي الجيد قياساً بمن هم في مثل سني.. ومن زملائي أيام الدراسة هشام الدباغ وعبدالله سنبل ومحمد نويرة وبكر باقدو وخالد العباسي وخالد عبدالقادر.. وفي ذات يوم مدرسي اجتمع بي الاستاذ سليمان الفريدي وطلب مني التسجيل في نادي أُحد في فريق البراعم لكي أطور موهبتي.. ولكن رفضت حيث أن ميولي وكافة أفراد أسرتي كانت لنادي الأنصار الذي يلعب فيه أخي بكر.. وفي أحد الايام جاءني بعض الاصدقاء وأتذكر منهم أيمن جلال وأسامة دمياطي ونبيل فلاته واخبروني انهم تحدثوا لمدربهم في نادي أحد الأستاذ علي دقل عن موهبتي وأني أعد مهاجما جيد جداً ولكن مشكلتي اني صغير السن وإخوتي أنصاريون.. فأخبرهم أنه يريد أن يراني فقط وكان فريق أُحد ينقصه مهاجم في ذلك الوقت.. ثم قابلني وطلب منى أن أشاركهم في التمرين واعتذرت منه عن ذلك بسبب ميول بعض أفراد عائلتي.. فطلب مني أن أشارك زملائي في مباراة في اليوم التالي وكأني كنت برفقتهم وشاركت مصادفة معهم لا أكثر. وكنت في تلك الفترة صغير السن وخجول فلم أستطع أن أرفض طلبه. • شاركت في تلك المباراة وقدمت مستوى جيداً فأعجب المدرب علي دقل بأدائي وطلب منى التسجيل لدى نادي أحد وطلب أن احضر معهم بعض التمارين وكان هذا ذكاء من الدقل فقد حدث أن تمرنت معهم ليوم أو يومين فعلم أخي بكر أني أتمرن في نادي أحد فلم يهدأ له بال حتى عدت إلى المنزل فتحدث معي عن هذا الموضوع بحضور كابتن فريق الأنصار أنذاك أحمد خليل فقال لي : إخوانك في نادي الأنصار وأصدقاؤك في نادي أحد فأيهم تختار؟ فأجبته أنى أختار إخواني طبعاً.. فأخبرني انه سوف يتحدث مع مدرب فريق نادي الأنصار لكي أشاركهم هناك من الغد. وبالفعل ذهبت ثاني يوم إلى نادي الأنصار وشاركت فريق البراعم هناك اللعب ولكن لم ألقَ نفس الاهتمام الذي وجدته من نادي أحد كما طلب مني المدرب أن أحضر في اليوم الثاني للتمرين كحارس مرمى فأجبته أني لا أريد أن أكون حارس مرمى فأخبرني أنني لا أصلح لكي أكون مهاجماً. فذهبت لأخي بكر وأخبرته عن ما قاله لي المدرب فسألني عما أريد ؟ فأجبت إني لا أريد أن ألعب لا في الأنصار ولا في أحد فوافق على رأيي. • وهل تركت لعب الكرة ؟ • بالطبع لا فعندما انتقلنا من حارة الأغوات إلى حارة حمّام طيبة وكان عمري وقتها 12 سنة ففي هذه الحارة الجديدة يوجد ملعب ترابي وفريق يسمى بفريق طيبة وكان المشرفون على الفريق يسمحون لصغار السن اللعب في المباريات لمدة خمس دقائق أو عشر دقائق ولهم الفضل عليّ بعد الله في تعليمي أسس كرة القدم على أيديهم وكنت ألعب معهم في أغلب الأوقات ظهيرًا أيمن ولكن عندما تكون المباراة مع فريق من صغار السن كنت ألعب معهم مهاجماً. • ولكن كيف ارتديت شعار أحد بعد ذلك ؟ • استمر هذا الوضع فترة من الزمن انشغلت فيها باللعب مع فريق الحارة ثم مع فريق مدرسة عبدالرحمن الناصر المتوسطة وبعدها انتقلت لمدرسة ثانوية أحد حيث تواصل تمثيلي لفريق المدرسة ومنتخب مدارس المدينة.. لكن رغبة الأحديين في ضمي كانت قوية ولم تتوقف عند هذا الحد فقد تحدث الكابتن علي الدقل إلى الأستاذ / علي فودة وهو الذي له مكانة رياضية كبيرة في المدينةالمنورة كما أنه درس أخي بكر في الثانوية العامة فكان «يمون» عليه كثيرا لذلك هاتفه وطلب منه الحضور إلى منزله فقط لتناول الشاي فما كان من الطالب إلا الإجابة لطلب معلمه، وهناك بحنكة منه طلب ضم أحد أبناء هذه الأسرة الرياضية العريقة إلى نادي أحد ولم يذكر اسم حمزة وإنما طلب ضم عمر وهو يعرف أنه مرتبط بفريق الأنصار فقال له شقيقه بكر إنه مسجل رسميا في صفوف الأنصار فقال إذًا نريد أخوك الصغير حمزة، لم يستطع بكر رفض طلب معلمه ولكن طلب مهلة للتباحث معي ولم أكن أعرف بكل هذه القصة وعند عودته إلى المنزل طلب الحديث معي على انفراد وقال لي ما دار بينه وبين الفودة، واستطرد إذا كانت لديك الرغبة فأنا لا أمانع وإنما خذ معك صورة من (حفيظة النفوس) لأن الأستاذ/ علي سوف يمر عليك في المدرسة ويصطحبك للتسجيل رسميا في كشوفات نادي أحد.. والحقيقة أنني لم أنم في تلك الليلة وظللت أفكر في اليوم التالي كيف سأنضم إلى فريق منافس لفريق العائلة المفضل؟ وكيف سيكون موقفي ؟؟. ولكن بعد الحصول على الضوء الأخضر من شقيقي بكر قررت الانضمام إلى فريق أحد والذي قدم لي آنذاك مبلغ خمسة آلاف ريال المبلغ الذي كان في ذلك الوقت رقما كبيرا خصوصا بالنسبة لشخص في سني، وبالفعل في اليوم التالي حضر الأستاذ/ علي فودة إلى المدرسة واصطحبني معه إلى رعاية الشباب وسجلت رسميا في صفوف نادي أحد في عام 1407 ه. أبرز الألقاب وأغلاها • هدّاف العالم بنسبة عدد المباريات • ثالث هدافي العالم بعدد الأهداف • هداف العرب 2000م برقم قياسي. • أفضل لاعب في آسيا مارس عام 2000م • هداف كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لعام 1420ه برصيد (33) هدفا وهو الأعلى منذ ميلاد هذه البطولة. • هداف البطولة العربية للأندية عام 1999م • هداف الدرجة الأولى مع أُحد عام 1998م • هداف الدرجة الأولى مع أُحد عام 1992م أوليّات في مشوار حمزة - أول مباراة رسمية لعبها في حياته كانت مع ناديه السابق أُحد ضد نادي الكوكب عام 1408ه. - أول هدف سجله حمزة في تاريخه الرياضي كان في مرمى النصر. - أول مباراة له مع الاتحاد كانت أمام النجمة في كأس الأمير فيصل بن فهد عام 1418ه. - أول مشاركة له مع المنتخب كانت عام 90 م في نهائيات الالعاب الاسيوية في الصين. - أول هدف سجله مع الاتحاد كان في مرمى النادي الأهلي عام 1419ه. - أول هدف سجله مع المنتخب كان في مرمى منتخب عمان للشباب. - أول وآخر حالة طرد تعرض لها في الملاعب كانت في مباراة فريقه الاتحاد أمام الأهلي في نهائي كأس ولي العهد عام 1422ه وهي الوحيدة في حياته. - أول لقب (هداف) حققه كان بشعار ناديه السابق أحد في دوري الدرجة الأولى وحققه ثلاث مرات. - أول لاعب يسجل أعلى رصيد في الدوري السعودي برصيد 33 هدفاً. - أول لاعب يسجل في مرمى كل فرق الدوري الممتاز في موسم واحد. - أول لاعب يسجل ستة أهداف في مباراة واحدة. - أول هدية تلقاها في حياته كانت من يد الأمير عبدالمجيد -رحمه الله- أثناء توليه إمارة منطقة المدينةالمنورة.. وكانت عبارة عن هدية خاصة من سموه.