في «عميد» الأندية السعودية نادي الاتحاد، قصة عشق لا تنتهي بين أبرز وأميز هداف مرّ على النادي، بطلها المهاجم حمزة إدريس (38 عاماً)، إذ عاش أنصار ومحبو "العميد" فترة ذهبية مع الهداف «الأسمر» كانت أشبه بالحلم الجميل، أتى سريعاً واختفى سريعاً في نظر عشاقه كافة، بعد استمراره في الملاعب لأكثر من 20 عاماً. وأطلق عليه النقاد والمراقبون لقب «البرق»، وآخرون سمّوه ب «حمزة قول»، وفئة ثالثة سمته ب «الأنموذج»، أما جماهير الاتحاد، فكانت تتغنى بصوت عالٍ "آه يا حمزة» مع كل هدف يهز به الشباك، وحياته الكروية مليئة بلحظات الفرح والذهب والبطولات والإنجازات، إذ كانت بدايته مع نادي أحد في المدينةالمنورة، الذي قدمه لعالم الأضواء والنجومية، قبل أن ينتقل إلى الاتحاد، ويسطر معه في ملحمة الإبداع والإمتاع طوال وجوده في صفوف الفريق الجداوي، ليودّع الملاعب الخضراء والساحة الرياضية اليوم في «كرنفال» الوداع الأخير والمشهد «المثير» أمام فريق يوفنتوس الإيطالي في جدة. وُلِد حمزة في المدينةالمنورة في ال 9 من تشرين الأول (أكتوبر) من عام 1972، إذ مارس معشوقته منذ الصغر (كرة القدم) في حارة «الأغوات» في المدينة، وهو من ضمن عائلة كروية عريقة، أحد نجومها حارس الأنصار السابق عمر إدريس، وبدأت علاقة حمزة مع الكرة من خلال فريق "طيبة" مدافعاً، قبل أن يتحول لمركز الهجوم في إحدى الدورات الرمضانية، ثم اتجه الى نادي أحد، مخالفاً أشقاءه بكر وعمر اللذين يلعبان في الأنصار، وسجل رسمياً في كشوفات أحد عن طريق المدرب علي دقل بمبلغ لم يتجاوز خمسة آلاف ريال، وذلك في عام 1983، وفي أواخر عام 1997 نقلت الصدفة حمزة إدريس إلى الاتحاد، في مقابل مبلغ قارب الثلاثة ملايين ريال. وعاش حمزة إدريس الحاصل على شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية، تجربة ناجحة مع المنتخبات السعودية الوطنية، إذ لعب 66 مباراة دولية سجل خلالها 27 هدفاً، وفي عام 1992 شارك مع المنتخب السعودي الأول في كأس آسيا، وحقق «الأخضر» المركز الثاني وصيفاً لمنتخب اليابان، وفي عام 1993 لعب دوراً مهماً في تأهل السعودية لمونديال أميركا في عام 1994 للمرة الأولى، بعدما أحرز الهدف الرابع (هدف الفوز) في مرمى المنتخب الإيراني. كما أسهم اللاعب في تأهل المنتخب السعودي إلى دور ال 16 في مونديال أميركا، والوصول الى الدور الثاني، وتقديم نتائج مذهلة آنذاك، وفي عام 1994 أيضاً حقق مع المنتخب كأس الخليج للمرة الأولى، وفي عام 1996 شارك مع المنتخب السعودي في أولمبياد أتلانتا، وفي عام 1996 أيضاً حصد مع «الأخضر» كأس آسيا ال11 في الإمارات، وفي عام 1997 شارك في تأهل المنتخب السعودي إلى مونديال فرنسا، وفي عام 1999 شارك مع المنتخب في كأس القارات، وفي عام 2000 حقق مع «الأخضر» المركز الثاني في كأس آسيا في لبنان، وتعتبر تلك البطولة أسوأ مواسم حمزة مع المنتخب، بسبب إهداره ركلة جزاء في النهائي ضد اليابان، وخسارة السعودية للقب الآسيوي. وحصد «البرق» الكثير من الألقاب الشخصية طوال مشواره الرياضي، إذ حقق لقب هداف دوري الدرجة الأولى مع نادي أحد في أعوام 1988 و1990، و1992، ومع الاتحاد هداف البطولة العربية ال 14 للأندية أبطال الدوري في عام 1998، وأفضل لاعب آسيوي في شهر آذار (مارس) عام 2000، وهداف العرب وثالث هدافي العالم وهداف الدوري السعودي ب 33 هدفاً في العام ذاته، وتم تكريمه في ألمانيا من الاتحاد الدولي لإحصائيات كرة القدم كأبرز هدافي العالم. يذكر أن سجل حمزة إدريس في البطاقات الحمراء لم يسجل سوى بطاقة واحدة، حصل عليها في لقاء الاتحاد أمام الغريم التقليدي الأهلي، بعد مناوشات حدثت مع حسين عبدالغني قبل مواسم عدة.